الوفاء لأهله
قصيدة في رثاء الأستاذ المؤرخ الراحل عبد الصمد العشاب رحمه الله تعالى.
هَـــبَّ القَـــرِيـــــضُ مُنَـــــكَّــسَ الأَوْزَانِ يَرْثِــــي عَزِيـــزَ الأَهْـــــــلِ وَالخِــــــلاَّنِ
دَبَّ النَّشَــــــازُ بِـهِ وَغُـــــــمَّ بَيَـــــانُـــهُ فَاسْتَــــاءَ لَفْظِــــــي عِنْـدَهُ وَبَيَــــــانِي
وَالشِّعْرُ مَهْمَـــــا اسْتَــــاءَ تَبْكِي عَيْنُــهُ دَمْعاً وَيَهْمِــــي الدَّمْـــعُ فِي جَرَيَــــــانِ
إِنْ رُحْتُ أُمْلِــــــيهِ حَسِيـــــراً آسِفــــــاً حَسْبِــــي مِنَ الأَعْــذَارِ عَقْدُ لِسَــــانِي
دَأْبُ المَنَـــــايَـا يَا أُهَيْلِـــــي خَطْفَــــــةٌ تَقْضِي قَضَـاهَا فِي دُنَــــى الإِنْسَـــــانِ
مَنْعَاتُهَــــــا هَبَّتْ عَلَيْنَـــــــا بَغْتَـــــــــةً تَنْعَــــــى عَزِيـــزَ الأَهْـــلِ وَالجِيـــــــرَانِ
غَابَ العَزِيزُ عَزيزُكُـــــمْ يَــا أَهْلُ حَسْـــــ ـبُكُمُ الْتِمَـــــاســـــاً رَحْمَةُ الرَّحْمَــــــنِ
وَتَوَاصَلَ النَّبَــــــأُ المُهَيْــــــــمِنُ مُفْجِعــاً يَنْـــدَاحُ صَاعِقَـــــةً عَلَــــــى الخِـــــلاَّنِ
فَإِذَا نَــــــوَادِي الحَـــــيِّ ذَاهِــــــلَةٌ بِــهِ وَإذَا جُمُــــــوعُ الأَهْلِ فِــــي غَلَيَـــــــانِ
وَإِذَا البُكَــــــاءُ يَعُـــــمُّ كُــــــلَّ بُيُوتِنَــــــا وَإذَا البَعِــــــيدُ مُــعَــــــانِقٌ لِلدَّانِـــــــي
وَقْعُ الفَجِيعَةِ يَـــــا أُهَيْلِــــــي مُؤْلِــــــمٌ قَاسٍ كَوَقْعِ القَصْفِ فِــــــي البُنْيَــــــــانِ
فَدَعُوا قَرِيضــــــِي يَسْتَجِبْ لِي بَاكِيــــاً وَيَنُبْ عَـــــــنِ الأَلْحَـــــاظِ وَالأَجْفَـــــــانِ
وَابْكُـــــوا مَعِـــــي فَقْدَ العَزِيزِ فَإِنَّمَـــــــا فَقْدُ الأَعِـــــزَّةِ أَفْــــــدَحُ الخُسْـــــــــرَانِ
حَقَّ البُكَــــــاءُ عَلَى الَّـذِي لَمْ يَسْتَجِبْ أَبَداً سِـــــوَى لِلْكَدِّ فِـــــي المَيْـــــــدَانِ
هَذَا وَفَـــــائِي يَـــــا كِرامُ فَحَسْبُكُــــــمْ شِعْــــــرُ الوَفَـــــــاءِ يُرَامُ فِي الأَحْــــزَانِ
فَهْــوَ الخَلِيـــــقُ أَنْ يُبَكِّينَــــــا مَعــــــــاً حُزْنـــــاً وَيُنْسِينَــــــا صَدَى النُّعْيَـــــــانِ
وَغَداً وبَعْدَ غَدٍ سَنَنْسَــــــــى حِينَمَـــــا يَصْبُو الحَزِينُ لِسَـــــــــاحَةِ السُّلْـــــوَانِ
تَصْفُو الحَيَــــــاةُ لأَهْلِهَا آنـــــاً كَمَــــــــا تَغْتَــــمُّ حُزْنـــــــــاً بَعْـــدَ هَــــــــذَا الآنِ
لاَ تَسْألُـــــوا عَنْ آلِ طَنْــــجَةَ بَعْـــــــدَهُ يَكْفِيكُــــــــمُ مَـــــا تَسْمَـعُ الأُذُنَـــــــانِ
مَا انْفَكَّ رَجْعُ النَّعْـــــــيِ يُؤْلِمُ أهْلهَــــــا مُــذْ صَـــــاحَ بالعَشَّـــــابِ وَالوَزَّانِـــــــي
عَزَّ العَـــــزَاءُ عَلَى ذَوِيهَـــــــا مِثْلَمَـــــــا عَزَّ الدَّوَاءُ عَلَــــــى المَرِيضِ الفَـــــــانِي
فَالرَّاحِلُ العَشَّـــــــابُ غَالٍ عِنْــــدَهَـــــا وَلَــــدَى أَحِبَّتِهِ بِكُــــــــلِّ مَكَـــــــــــــانِ
وَهْوَ الوَفِــــيُّ لأَهْلِهَـــــــا وَلَهَا بِمَــــــــا أَوْلَاهُ جُهْــــــداً فِي دُنَـــــى الإِحْسَـــانِ
وَهْوَ الفَتَى المِعْوَانُ عَــــــاشَ زَمَــــــانهُ سَعْياً وَ إسْعَافـــــــاً بِكُــــــلِّ تَفَــــــــانِ
وَهْوَ الفَتَى المِهْيَـــــامُ حُبّاً فِي الكِتَــــا بَةِ وَالكِتَـــــــــــابِ وَسُـــــــوَرِ القُـــــرْآنِ
وَهْوَ الفَتَــــــى المِعْطَــــاءُ أفْنَـى عُمرَهُ فِي البَحْـــثِ وَالتَّفْكِــــيرِ بِالإمْعَـــــــــانِ
وَهْوَ الأمِيــــــنُ القَيِّمُ المَسْـــــؤُولُ مَنْ أَدَّى الأَمَـــــــانَةَ دُونَمَـــــــا نُقْصَــــــــانِ
والرَّاحِلُ العَشَّـــــابُ سَامِي المُسْتَـوَى قَلَماً وَفِكْــــــراً فِي دُنَـــــى العِرْفَــــــانِ
أَخْلاَقُهُ شَمَمٌ ونُبْـــــلٌ فِي الخِصَـــــــال وَدَاْبُهُ سَعْيٌ حَثِيثُ الخَطْـوِ فِي المَيْدَانِ
يَرْضَـــى فَيُرْضِـي أَهْلَـــــهُ وَإِذَا أَبَــــــى يَأْبَى الهَـــــــوَانَ وَذِلَّــــــةَ الإِنْسَـــــــانِ
هَذِي المَــــــزَايَا وَالمَحَــــــاسِنُ بَثَّهَــــا دَرْســــاً مَعَ الوِلْــــــدَانِ وَالشُّبَّــــــــــانِ
وَأَذَاعَهَــــا فِي النَّــــــاسِ مَهْمُوماً بِهَـــا شَأْن المُرَبِّـــــي المُخْلِص المُتَفَـــــانِي
وَلَّـــى عَزِيزُ كُــــمْ وَخَلَّــــــى ذِكْـــــــرَهُ فِينَـــــا يُخَلِّـــدُهُ مَـــــدَى الأَزْمَــــــــــانِ
يَكْفِـــــي عَزَاءً فِيـــــهِ مَا أبْقَـــــاهُ مِــنْ إِرْثٍ ثَقِيلِ الحَجْـــــمِ فِـــــي المِيـــــزَانِ
يَا رُوحُ عُوجِــــــي بالجِنَـــــانِ وَرَفْرِفِــي بَيْــنَ النَّعِيــــــمِ وَجَنَّــــــةِ الرِّضْـــــــوَانِ
مَنْ كَـانَ أحْـــرَى بِالمَثُوبَــــةِ وَالجَــــــزَا فَهْوَ الحَــــــرِيُّ بِرَحَمَـــــةِ الرَّحْمَــــــــن
أرسل تعليق