الهدي النبوي في الحفاظ على الصحة…(24)
التفسير اللغوي لأهم المصطلحات الواردة في أحاديث العدوى
الهامة: كانت العرب تقول إن عظام الموتى تصير هامة فتطير، فيقولون لا يدفن ميت إلا ويخرج من قبره هامة، وكانوا يسمون ذلك الصدى، ومن ذلك تطير العامة بصوت الهامة وهي الطائر المعروف من طير الليل، وقيل هي البومة قالوا: أنها إذا سقطت على دار أحدهم رآها نافية له نفسه أو بعض أهله وهذا تفسير ملك بن انس[1].
الصفر: معناه أن العرب كانت تقول الصفر حية تكون في البطن تصيب الإنسان والماشية، تؤذيه إذا جاع، وهي أعدى من الجرب عند العرب، فأبطل الشرع أنها تعدي.
وقيل في الصفر: إن تأخيرهم تحريم المحرم إلى صفر، وقيل أن العرب كانت تحرم صفر وتستحيل المحرم وهو النسيء، وقيل إن أهل الجاهلية كانوا يتشاءمون بصفر ويتوهمون بأنه تكثر فيه الدواهي، فأبطل النبي صلى الله عليه وسلم ذلك.
الغول: ذلك أن العرب كانت تقول: إن الغيلان وهي جنس من الشياطين يظهر للناس في الفلوات، وفي الصور المختلفة، فتضلهم وتهلكهم، ويقال تغول تغولا: أي تلون، فأخبر الشرع أنها لا تقدر على الإضلال والإهلاك إلا بإذن الله.
ويقال: إن الغيلان سحرة الجن، تسحر الناس، وتفتنهم بالإضلال على الطريق؛
والغول والغيلان يقعان على معنيين متقاربين، أحدهما البعد والآخر الإهلاك..
النوء: أراد بما كانت العرب تنسب المطر إلى أنواء الكواكب الثمانية والعشرين التي هي منازل القمر وتقول: مطرنا بنوء كذا، فأبطل الشرع أن يكون بنوء النجوم شيء إلا بإذن الله. كما أخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ربه عز وجل قال: “من قال مطرنا بفضل الله وبرحمته، فذلك مؤمن بي، كافر بالكواكب، ومن قال: مطرنا بنوء كذا، فذلك كافر بي، مؤمن بالكواكب” متفق عليه من حديث زيد بن خالد الجهني[2]
الفأل: مهموز وجمعه فؤول: والفأل يكون فيما يحسن ويسوء والطيرة لا تكون إلا فيما يسوء، وإنما أحب النبي صلى الله عليه وسلم الفأل؛ لأن فيه رجاء الخير والعائدة، ورجاء الخير أحسن بالإنسان من اليأس وقطع الرجاء على الخير.
النقبة: أول الجرب حيث يبدو وجمعها نقب؛
الجذام: مرض معد ومزمن يصيب تحديدا الجلد والأعصاب الخارجية المحيطة؛
الممرض: تعني الكائن الحي الذي يعاني من مرض أو علة جسمية نتيجة إصابته بمسببات هذا المرض وتنتقل مسببات المرض منه إلى من يخالطهم بوسائل مختلفة ومتنوعة؛
وقد عرف ابن حجر في فتح الباري “كتاب الطب” لفظة الممرض فقال: “المُمرض بضم أوله وسكون ثانية وكسر الراء بعدها ضاد معجمة هو الذي له إبل مرضى ثم ذكر أن أهل اللغة قد قالوا إن الممرض هو إسم فاعل من آمترض الرجل، إذا أصاب ماشيته المرض” وقال الإمام البغوي: الممرض الذي مرضت ماشيته والمصح صاحب الصحاح منها..
يتبع في العدد المقبل..
—————————
1. شرح صحيح مسلم الإمام النووي.
2. شرح السنة للإمام البغوي المجلد 12 صفحة 174.
أرسل تعليق