الهدي النبوي في الحفاظ على الصحة…(23)
روى يونس بن محمد عن المفضل بن فضالة، عن حبيب بن الشهيد، عن محمد بن المنكدر، عن جابر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أخذ بيد مجذوم فوضعها معه في القصعة وقال: “كل ثقة بالله وتوكلا عليه“[1].
وعن جابر قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: “لا عدوى، ولا طيرة، ولا غول“[2].
أخبرنا أبو عبد الله محمد بن الفضل الخرقي أن الحسن الطيسفوني، أن عبد الله بن عمر الجوهري، أن أحمد بن علي الكشميهني أن علي بن حجر أن إسماعيل بن جعفر، عن العلاء بن عبد الرحمان، عن أبيه عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “لا عدوى ولا هامة ولا نوء ولا صفر“[3].
وعن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “لا عدوى، ولا طيرة، ويعجبني الفأل: الكلمة الطيبة، الكلمة الحسنة“[4].
وروي عن سعد بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول: “لا هامة، ولا عدوى، ولا طيرة، وإن تكن الطيرة في شيء، ففي المرأة، والفرس، والدار“[5].
حديث الطاعون الذي رواه عبد الرحمان بن عوف حيث قال رضي الله عنه سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: “إذا سمعتم به بأرض فلا تقدموا عليه، وإذا وقع بأرض وأنتم بها فلا تخرجوا فرارا منه“.
التفسير اللغوي لأهم المصطلحات الورادة في هه الأحاديث
العدوى: ذكر ابن منظور أن اصل العدوى من عدا يعدوا إذا جاوز الحد، ومعنى أعدى أي أجاز جرب الذي به إلى غيره. وأجاز جربا بغيره إليه، وذكر أن معنى قوله صلى الله عليه وسلم في حديث: “لاعدوى” أي لا يعدي شيء شيئا، وقد أشار إلى أن ذكر العدوى في الحديث قد تكرر وأنه اسم الإعداء. والعدوى أن يكون ببعير جرب مثلا فتتقى مخالطته بإبل اخرى حذرا أن يتعدى ما به من الجرب إليها فيصبها ما أصابه: العدوى تعدية للمرض من صاحبه لغيره.
الطيرة: بكسر الراء وفتح الياء وقد تسكن معناها التشاؤم بالشيء يقال: تطير الرجل طيرة، قال الله تعالى: “إنا تطيرنا بكم” [يس، 17]؛ أي تشاءمنا وأخذت الطيرة من أسم الطير، وذلك أن العرب كانت تتطير ببروح الطير وسنوحها فيصدهم ذلك عما تيموه من مقاصدهم فأبطل النبي صلى الله عليه وسلم أن يكون لشيء منها تأثير في إجتلاب نفع أو دفع ضر[6]..
يتبع في العدد المقبل..
—————————
1. أخرجه أبو داود 3925 آخر كتاب الطب، والترمذي 1818 في الأطعمة باب ما جاء في الأكل مع المجذوم، وابن ماجة 3542 في الطب باب الجذام، وفي سنده المفضل بن فضالة بن أبي أمية، وهو ضعيف، وقد عدوا هذا الحديث من مناكيره.
2.أخرجه الإمام مسلم في صحيحه 2222 في السلام باب لا عدوى ولا طيرة، وقد صرح أبو الزبير بالسماع في إحدى طرقه التي أخرجها الإمام مسلم.
3. حديث صحيح أخرجه الإمام مسلم: 2220.
4. البخاري 10/181 في الطب، باب الفأل، ومسلم 2223 في السلام: باب الطيرة والفأل.
5. أخرجه الإمام أحمد 1502 وأبو داود 3921 في الطب باب في الطيرة وسنده حسن.
6. شرح السنة الإمام البغوي، المجلد 12.
أرسل تعليق