الهدي النبوي في الحفاظ على الصحة…(11)
تحريم الخبائث
يقول تعالى جلت قدرته: “الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الاُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِندَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالاِنجِيلِ يَامُرُهُم بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ” [الاَعراف، 157].
يقول تعالى جلت قدرته: “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالاَنْصَابُ وَالاَزلَامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ” [المائدة، 92]. ويقول النبي صلى الله عليه وسلم: “كل مسكر خمر وكل خمر حرام” رواه مسلم
إن الخمر من أهم المشاكل التي يعاني منها العالم نظرا للأخطار التي يسببها فهو يهدم الصحة، ويسبب حوادث السير، ويؤدي إلى عدة مشاكل اجتماعية واقتصادية.
إن الخمر يضر بجميع أعضاء الجسم كالجهاز الهضمي فيسبب التهاب الفم والحنجرة والبلعوم والمريء.. وهذا الالتهاب المزمن قد يتحول إلى سرطانات.
وتتصدى الكبد للكحول لأنها هي المكلفة بتخريب السموم الداخلة إلى الجسم وتعديلها. والخمر هو سم شديد على الخلية الكبدية. وتنشغل الكبد من أجل التخلص منه عن وظائفها الحيوية، ويحصل فيها تطورات خطيرة نتيجة الإدمان على الخمر فيصيبها التضخم والتشحم أولا؛ تبدأ بالضمور والتليف والتشمع، وما يرافقه تضخم في الطحال ودوال في المريء ،وكثيرا ما تنفجر هذه الدوالي وتنزف، وكثيراً ما يصيب الكبد سرطان الكبد.
كما أن الخمر يؤدي إلى إصابة البنكرياس إما بالتهاب حاد أو تلتهب التهابا مزمنا بسوء معه امتصاص الغذاء فيحدث الهزال وداء السكري؛ وبعد أن تنفلت الكحول من الكبد، تتسرب إلى الدم وتنتشر في جميع أنحاء الجسم فيصل إلى العضلات ومنها عضلات القلب. وتعتبر الخلايا العصبية أكثر عرضة لتأثير الكحول السمية، فلها تأثيرات فورية على الدماغ بعضها عابر وبعضها غير قابل للتراجع حيث يؤكد الدكتور “مالفن كينسلي” أستاذ التشريح بكلية بكارولانيا بالولايات المتحدة أن تناول كأس واحد أو كأسين من الخمر قد يسبب تموتا في بعض خلايا الدماغ، مع العلم أن عدد خلايا المخ محدود وما يتخرب منها لا يمكن تعويضه، وهنا يتبين الإعجاز النبوي في قوله صلى الله عليه وسلم “ما أسكر كثيره فقليله حرام“.
يتبع في العدد المقبل…
أرسل تعليق