النوم سر من أسرار الحياة
يحتاج جسمنا إلى قسط من الراحة والاسترخاء والنوم حتى يستعيد نشاطه البدني والذهني والروحي والنفسي معا، فالنوم إذا ضرورة من ضروريات الحياة اليومية، فهو لا يقل أهمية عن التنفس والأكل والشرب.. كما أن أي اضطراب يصيب النوم له عواقب صحية على الجسم، يقول الله عز وجل في محكم كتابه العزيز: “وَمِنَ اياته مَنامُكُمْ باللَّيْل وَالنَّهار وَابْتغاؤُكُمْ منْ فَضْله إنَّ في ذلكَ ءَلاَياتٍ لقَوْمٍ يَسْمَعُونَ” [الروم، 23]، “وَجَعَلْنَا نَوْمَكُمْ سُبَاتًا وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ لِبَاسًا وَجَعَلْنَا النَّهَارَ مَعَاشًا” [النبأ، 9-10].
إننا نقضي ثلث أعمارنا في النوم، فالإنسان البالغ يحتاج من 6 إلى 8 ساعات من النوم يوميا حيث تحدث عدة تغيرات في وظائف مختلف أعضاء الجسم؛ ومن ثم تنخفض درجة الحرارة، وينقص ضغط الدم، كما يقل تدفق هرمون الكورتزون والأدرينالين، ويزداد إفراز هرمون النمو من الغدة النخامية مما ينشط عمليات الأيض، ويزيد في النمو خاصة لدى الأطفال. ولا تتوقف أجهزة الجسم وأعضائه عن العمل أثناء النوم إلا الحواس، والوعي، والإدراك..
ومن جهة أخرى فالنوم ينقسم إلى ثلاث مراحل، تتعاقب لِتُكَون ما يسمى بـ “دورة النوم” التي تستغرق عادة 90 د، ويمر الجسم بأربع إلى ستة دورات في الليلة الواحدة، وهو ما يقدر بـ 6 إلى 8 ساعات من النوم.
• مرحلة النوم الخفيف: إنها أولى المراحل التي يستعد من خلالها الجسم أن يستسلم للخمول.. وتستغرق حوالي عشرون دقيقة، وتتميز بانخفاض ملحوظ في اليقظة ودقات القلب؛
• مرحلة النوم العميق: تمتد هذه المرحلة إلى حوالي مئة دقيقة في الليلة، يغطس الإنسان في نوم عميق من الصعب الاستيقاظ منه. ينخفض نشاط الدماغ في هذه المرحلة كما ينخفض التنفس ليصبح شديد البطء؛
• نوم الريم: –le sommeil paradoxal–: تتميز هذه المرحلة بحركة سريعة للعينين وإحياء مهم لنشاط الدماغ مع انعدام التوتر العضلي، فالعضلات تكون في أتم الاسترخاء. إنها مرحلة الأحلام حيث يختل نظام التنفس ودقات القلب. تستغرق هذه الفترة 20% من مجموع زمن النوم.
توصلت الأبحاث العلمية إلى معرفة بعض منافع النوم، فهو يعيد ترتيب وعزل ألاف المعلومات التي يختزنها الدماغ أثناء اليقظة، وله دور فعال في تنشيط الذاكرة وتعديل التوازن النفسي. ورغم الجهود التي يبذلها الباحثون وأطباء الجهاز العصبي وباستعمالهم أحدث الأجهزة المتطورة، فإن ظاهرة النوم لازلت من الأسرار العجيبة، والمعجزات الإلهية العظيمة التي تحير الكثير من العلماء؛
فالنوم موت مؤقت لا يعلم سره إلا مولانا الكريم، قال رب العزة: “وَهُوَ الَذِي يَتَوَفَّاكُم بِاللَّيْلِ وَيَعْلَمُ مَا جَرَحْتُم بِالنَّهَارِ ثُمَّ يَبْعَثُكُمْ فِيهِ لِيُقْضَى أَجَلٌ مُّسَمًّى ثُمَّ إِلَيْهِ مَرْجِعُكُمْ ثُمَّ يُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ” [الاَنعام، 61].
المراجع
1. ماهر أحمد الصوفي، الموسوعة العلمية الكبرى، آيات الله في النوم والرؤى والأحلام ورؤيا الاستخارة. المكتبة العصرية صيدا-بيروت.2008م.
2. Paola Morl, Dormez votre sommeil est sur écoute, Pulsation HUG,p8-13 Mars 2009.
3. Institut National du sommeil, Quelles sont les phases du sommeil ? Futura-sciences, Mai 2012.
-
ومن الأيات التي ذكر فيها الله عزوجل لفظة «النوم» في القرآن الكريم
قوله تعالى: "وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ لِبَاسًا وَالنَّوْمَ سُبَاتًا وَجَعَلَ النَّهَارَ نُشُورًا"[الفرقان :47].
"إِذْ يُغَشِّيكُمُ النُّعَاسَ أَمَنَةً مِنْهُ" [الأنفال:11]
"وَجَعَلْنَا نَوْمَكُمْ سُبَاتًا وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ لِبَاسًا وَجَعَلْنَا النَّهَارَ مَعَاشًا" [النبأ، 9-11]
"فَالِقُ الإِصْبَاحِ وَجَعَلَ اللَّيْلَ سَكَنًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ حُسْبَانًا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ" [الأنعام، 96]."قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ جَعَلَ اللهُ عَلَيْكُمُ اللَّيْلَ سَرْمَدًا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَنْ إِلَهٌ غَيْرُ اللهِ يَأْتِيكُمْ بِضِيَاءٍ أَفَلاَ تَسْمَعُونَ * قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ جَعَلَ اللهُ عَلَيْكُمُ النَّهَارَ سَرْمَدًا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَنْ إِلَهٌ غَيْرُ اللهِ يَأْتِيكُمْ بِلَيْلٍ تَسْكُنُونَ فِيهِ أَفَلاَ تُبْصِرُونَ * وَمِنْ رَحْمَتِهِ جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ لِتَسْكُنُوا فِيهِ وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ" [القصص: 72-74].
"اَللهُ يَتَوَفَّى الأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَى عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ الأُخْرَى إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى إِنَّ فِي ذَلِكَ َلآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ" [الزمر: 42].
"وَنُقَلِّبُهُمْ ذَاتَ الْيَمِينِ وَذَاتَ الشِّمَالِ" [الكهف، 18].
التعليقات