النوازل الاقتصادية في المذهب المالكي.. (2)
2. النوازل الاقتصادية بالغرب الإسلامي “الاستثمار، التداول، التوزيع”
تشكل النوازل الاقتصادية بالغرب الإسلامي منجما ثريا يمكن الباحث من تحديد نوعية النشاط الاقتصادي الذي كان مطبقا في فترة من الفترات، أو في مجتمع من المجتمعات.
وتمتاز هذه النوازل بتنوع مضامينها، وتعدد إشكالياتها، وهذا التعدد يعكس مدى قوة فقه النوازل في مواكبة الأساليب المستخدمة في ممارسة النشاط الاقتصادي.
1-2. نوازل الاستثمار
وهذا النوع من النوازل يبحث في طرق الاستثمار وأشكاله، سواء تعلق الأمر بالأرض، أو باستخدامات رأس المال، وسواء كان هذا الاستثمار فرديا أو جماعيا، والأجوبة على هذه النوازل تعتبر بمثابة هياكل أو مدونات تنظيمية بالنسبة للمستثمرين في إطار ممارسة حقوقهم، كما تمكن الباحث من استخلاص معالم نظرية وقواعد منهجية لتنظيم النشاط الاستثماري في هذا المجال.
أ. طرق الاستثمار الزراعي
وهو شكل من أشكال التعاون الزراعي بين أفراد المجتمع، وقد يتخذ أشكالا متعددة، كالمزاراعة والمساقاة، وكراء الأرض الزراعية، وظاهرة الخماس، والجانب الاقتصادي لهذه النوازل يتمثل في الوقوف على أسلوب توسيع قاعدة الاستثمار والإنتاج، وتنمية رأس المال الذي اتبعته المجتمعات الإسلامية بالغرب الإسلامي.
فدراسة هذه النوازل تعكس الجانب الاقتصادي الذي كان متبعا بهذه الجهة من العالم الإسلامي، كما يعكس مدى تطور الأساليب والأشكال في استثمار الأراضي الزراعية أو جمودها على أشكال معينة.
ولا يخفى أن الإشكالات التي يطرحها فقه النوازل في هذا المجال تقتضي اقتناص جوانبها الاقتصادية، ومعرفة التوظيف السليم لهذا النوع من الاستثمار، وهل ساهم في تحقيق اكتفاء ذاتي لأفراد المجتمع.
أرسل تعليق