يعتبر نبات النعناع العشب الأكثر استهلاكا في بلادنا، ويرتبط استخدامه اليومي كمنكه لمشروب الشاي، ارتباطا وثيقا بالتقاليد المغربية الأصيلة إن لم نقل أنه يرمز إلى ثقافة البلد. ويوجد ببلادنا أنواعا مختلفة من النعناع: “Mentha piperita, Mentha viridis, Mentha spicata,” وهي نباتات تلقائية تنبت في كثير من الأراضي المغربية ولها تقريبا نفس الخصائص البيوكيميائية بفضل احتوائها على مادة المنتول Manitol.

تحتل زراعة النعناع مساحة تقدر بـ 3300 هكتار وتوفر ما يناهز 84000 طن حسب إحصائيات سنة 2006. بصفة عامة يعتبر النعناع نبات عطري معمر ذو ساق بنفسجية، أوراقه خضراء وأزهاره بيضاء أووردية، وقد تكون زرقاء إلى أرجواني تفوح منه رائحة المنتول.

 أقيمت دراسة مخبرية على النعناع البلدي Mentha piperita الذي تم جمعه من منطقة مكناس للتحقيق في مكونات زيته الطيار الكيميائية وبحث نشاطها كمضادات الأكسدة؛ استعمل الباحثون تقنية التقطير المائي بحيث استغرقت عملية الاستخراج ثلاث ساعات لكل 250 غرام من النباتات ثم تمت عملية الترشيح والتبخير للحصول الزيت الطيار الذي ستحفظ في مكان بعيدا عن الضوء في  4 درجات مئوية.

أبانت هذه الدراسة أن المكونات الأكثر وفرة في زيت أوراق النعناع البلدي هي المنتون بنسبة 29,01 والمنتول والأستات المنتيل ومواد أخرى.. وقد أشارت الدراسة إلى أن التركيب الكيميائي لأوراق النعناع البلدي تماثل تلك التي تم دراستها في بلدان أخرى كصربيا وتركيا وإيران..

وقد كشف هذا البحث أن الزيت الأساسي يتصف بنشاط مضاد للأكسدة هام جدا مقارنة بنشاط الفيتامين س، ويرجع ذلك إلى تركيبه الكيميائي المتميز ووفرة المواد تربينية Monoterpenes، وقد استخلص العلماء الباحثون أن النعناع يمكن استخدامه كمصدر طبيعي لمضادات الأكسدة.

في بحث آخر، قام فريق من العلماء في بنغلاديش بدراسة بعض الخصائص الطبية للنعناع الأخضر    Mentha spicata ؛ وقد أشارت هذه الدراسة التي أقيمت على فئران المختبر إلى أن استخدام الميثانول المستخرج من النعناع الأخضر له تأثير مسكن ومضاد للالتهابات وخافض للحرارة، هذا التأثير يختلف باختلاف مقياس الجرعة المستهلكة. تؤكد نتائج هذا البحث العلمي استخدامات النعناع  في الطب الشعبي كمسكن للآلام ومضاد التشنج والالتهابات وخافض للحرارة.

يستخدم النعناع كذلك في الطب التقليدي كمنشط ومساعد على الهضم ومحفز لإفراز الصفراء  ومقوي ودافع للسعال وتستعمل أوراقه المغلية وزيته كمهدئ للأعصاب والمغص والدوار والإقياء العصبي والآلام التشنجية والصداع وخمول جهاز الهضم. من جهة أخرى للنعناع استعمالات أخرى فهو يدخل في صناعة معاجين الأسنان والعلك والحلوى وصناعة المشروبات ومواد التنظيف كالصابون والشامبو وكريمات الحمام..

المراجع:

1. طارق جمعة، عبير جمعة، الأعشاب جمال وصحة، الدار العربية للعلوم، الطبعة الأولى 2006.

2. عبد الحي السجلماسي، الأعشاب الطبية في المغرب، نشر الفنك، الطبعة الخامسة 2008.

3. Véronique Liégeois, Christian Rémésy, Stéphane Mottay, Les 100 aliments qui soignent, de A à Z : l’alimentation est la meilleure des médecines ! FRIST Editions 2010.

4. Elhoussine derzich, Rachida chabir, Rachid taouil, Omar senhaji, In-vitro Antioxidant Activity and GC/MS Studies on the Leaves of Mentha piperita (Lamiaceae) from Morocco, International Journal of Pharmaceutical Science and Drug Research 3(2) 2011.

5. Patwary Md Hajjaj Yousuf et al, Analgesic, anti-inflammatory and Antipyretic Effect of Mentha spicata (Spearmint), British Journal of Pharmaceutical Research 3(4) 2013.