القيم الدينية بين المسالمة والحياة .. الموت السريري والموت الرحيم نموذجا (1)
ما أحوج الإنسانية اليوم إلى ميثاق أخلاقي تجدد به النظر في قيمها التي أنتجتها الحضارة المعاصرة، قيم تقر ما يتطلبه وصف الإنسانية من حقوق، وتخرج به ما سقطت فيه من طلب الحظوظ.
إن هذا النظر اللاأخلاقي للحياة والإنسان امتد تأثيره إلى كل مناحي الحياة، فاصطبغت بصبغته الثقافة والفكر والعلم والقانون والاجتماع والبيئة والبيولوجيا والفنون.
ولم تقف المجتمعات الإنسانية مكتوفة الأيدي أمام هذا التحول الخطير الذي مس كرامة الإنسان وجوهره، بل سارعت المنظمات الحقوقية والجمعيات والهيئات.. إلى التحذير من هذا المنزلق والمنعطف الخطير الذي ينزل بإنسانية الإنسان، ويحط من قدره ومكانته في التفاضل القيمي في سلم المخلوقات، فنبهت إلى الركود الروحي والقيمي الذي يلوث الحياة الإنسانية، ودعت إلى توسيع آفاق القيم مما تراكم عبر السنين من تجارب الأمم والشعوب والثقافات والديانات، تنويعا وتجديدا.
وليس غريبا علينا أن نجد في شريعة الإسلام من المبادئ والكليات والأحكام ما نساهم به في تجديد الوعي والنظر في سؤال القيم، مما يقرب بين الأمم والشعوب، ويفتح مجالات للتعاون والتعايش الإنساني، عل اختلاف الأجناس والألوان والأوضاع.
فالقيم الدينية قيم حية وعملية يتلبس بها الإنسان المؤمن، وتتجدد معانيها بتجدد تجربته الروحية، وعروجه في سلم الكمال الأخلاقي الذي ينشده، فلا تبقى مجرد تصورات مجردة، أو أفكار متخيلة، بل تغدو تجارب وخبرات نافعة، تمد الإنسان المؤمن بفهوم عملية تقربه من مضمون القيم الروحية، قرب عمل وحال، لأقرب نظر ومقال..
يتبع في العدد المقبل بحول الله..
أرسل تعليق