القرآن الكريم مؤسِّسا لإجماع الأمة اليوم.. (3)
المقدمة الخامسة: إننا في هذه المرحلة أحوج ما نكون إلى فتح الأبواب على الواقع كما هو، لنتمكّن من إدراكه على ما هو عليه، لنكون أقدر على تصييره ذلك الواقعَ الذي نحلم به، فكلنا نحلم بالتسامح وبالجمال، ونتوق إلى الوحدة، والاتحاد، ونرجو نبذ الفرقة والاختلاف، ونرفض واقع التجزيء والتمزيق والتعضية، ونحلم بأن تكون البشرية متعاونة على البر والتقوى فوق هذا الكوكب، ولكن الواقع يُثبت أن ثمة سوابق معرفية وبراديغمات تؤطر الأذهان، وتُوجِّه الواقعَ وسلوكَ الإنسان. وهي سوابق معرفية وبراديغمات تحتاج تتبعا، وتحليلا، ونقدا.
المقدمة السادسة: ضرورة مراعاة السياقات التاريخية، والحضارية، والثقافية، والفكرية، والاجتماعية، والسياسية، والمعلوماتية المتنوعة، التي تمر منها البشرية اليوم، والأمة الإسلامية بوجه الخصوص، ونحن نستنطق القرآن المجيد بخصوص هذه المجالات المركّبة، وهذا ضرب من الإدراك لا يمكن تأتّيه دون الاستثمار الزمني والنفسي والذهني والمادّي الملائم، والتقاط الإشارات القرآنية الهادية بخصوص الموضوعات المركبة كموضوعنا هذا، لا يمكن أن يتم دون التعاطي الميداني التفاعلي المباشر مع أهلِ ومكونات الحضارات المختلفة المعنية.
المقدمة السابعة: لا يمكن تصوّر وقوع أي استكشاف في هذا المجال أو غيره بدون استحضار ما يلزم من آليات منهاجية ولغوية، وكذا ما يلزم من مهارات ومقتضيات مادّية.
فهذه سبعة شروط متصلة بقضية التأسيس للإجماع والوعي الجمعي من خلال هاديات القرآن الكريم أردتُ الاستهلال بها من أجل استئناف فتح ملف هذه القضية المحورية.
والله المستعان
الأمين العام
للرابطة المحمدية للعلماء
أرسل تعليق