تزخر بلادنا بموقع جغرافي استراتيجي متميز، وطبيعة غنية بأنواع متعددة من نباتات ذات قيمة طبية عالية، وفي ظل التطور العلمي والاقتصادي المتصاعد الذي تشهده ساحة الصناعة الدوائية أصبح من اللازم أن ننمي مداركنا العلمية في هذا المجال ونطور زراعة هذه النباتات ونرتقي بتقنيات ووسائل استخراج واستخلاص المواد الفعالة بها، ومن بين النباتات الطبية المتوفرة ببلادنا والتي اخترت التحدث عن قيمته في هذا العدد نبات الزعرور الشائك الذي أثبت البحث العلمي الحديث خصائصه العلاجية المنفردة.

اشتهر نبات الزعرور منذ القدم بقيمته الطبية العظيمة في علاج أمراض القلب بحيث يطلق عليه لقب “نبات القلب“، فهناك عدة أنواع من الزعرور والنوع المستعمل طبيا هو الشائك، اسمه العلميCrataegus oxyacanta من الفصيلة الوردية. ينمو نبات الزعرور في المناطق المعتدلة عبر العالم، أما بالمغرب فينتشر بالجبال غير القاحلة بالمناطق الشمالية كالريف ووسط المغرب والأطلس المتوسط والأطلس الكبير.

كان الزعرور يحظى بمكانة خاصة لدى الإغريق والرومانيين فقد كان يرمز للأمل والسعادة والزواج والخصوبة، وهو عبارة عن شجيرة ذات ساق شديدة الصلابة، له أشواك وأغصان تحمل أزهارا على شكل باقات، لها رائحة عطرية متميزة وثمار حمراء قانية تشبه ثمار التفاح الصغيرة.

تحتوي شجيرات الزعرور على فلافونيدات حيوية أهمها الروتين والكويرستين وتربينات ثلاثية وجلوكوزيدات سيانوجينية وكومارينات وحمض العفص. الجزء المستعمل منه هو الأزهار والأوراق والثمار..

يعتبر الزعرور مقويا طبيعيا فعالا للقلب بحيث ينشط عضلاته دون أضرار جانبية، يصحح ضغط الدم ويعيده إلى حدوده النظامية، يعالج تسرع القلب ولا نظاميته، يقي من تصلب الشرايين، يستخدم هذا النبات في علاج اضطرابات القلب ودوران الدم بحيث يزيد في تدفق الدم إلى عضلات القلب وينظم خفقانه. وبالأخص الذبحة الصدرية ويرجع الفضل إلى المكونات الفلافونيدية الرئيسة التي تؤدي إلى ارتخاء الشرايين وتوسعتها لاسيما الشرايين التاجية.

أثبتت دراسة علمية أجريت على 120 شخص مصاب بقصور القلب الاحتقاني أن المرضى الذين تناولوا صبغة الزعرور سجلوا نتائج جيدة ببوظيفة القلب إذ تحسن وضعهم من ناحية اللهات وضيق النفس، وقد قال عنه العالم دافيد هوفمان في بحثه Holistic herbal، إن الزعرور أحد أفضل منشطات القلب ويمكن استخدامه بأمان تام ولفترة طويلة في علاج الضعف أو قصور القلب والخفقان والذبحة الصدرية وارتفاع الضغط الشرياني.

إلى جانب هذه الخصائص الطبية المتميزة يمتلك نبات الزعرور ميزات علاجية أخرى بحيث وصف بمفعول مضاد التشنج، ومضاد للأرق فهو يفيد في حالة اضطراب النوم، كما يساعد على إدرار البول ويساهم في خفض نسبة السكر في الدم لدى المصابين بداء السكري، ومن جهة أخرى يستخدم نبات الزعرور في بعض أمراض الجهاز الهضمي مثل حالة الإسهال وقرحة المعدة وفي حالة تكون حصى الصفراء.

يحظى نبات الزعرور بمكانة متميزة في مجال الطب الطبيعي بالمغرب ويستحق أن يوظف في الأمراض الخاصة بجهاز القلب والشرايين، فهو النبات الفريد الذي يسمى “صديق القلب“.

المراجع:

1. طارق جمعة، عبير جمعة، الأعشاب جمال وصحة، الدار العربية للعلوم، الطبعة الأولى 2006.

2. جابر بن سالم موسى القحطاني، موسوعة جابر لطب الأعشاب، العبيكان، الطبعة الثانية 2008.

3. Lt-Colonel Hassane Bhar, Cne Abdellah Balouk, LES PLANTES AROMATIQUES ET MEDICINALES, L’Espace Marocain N°68, 2°Trimestre 2011.