الرجلة
الرجلة نبات عشبي حولي موطنه الأصلي أوروبا وآسيا، له ساق وأفرع ملساء ذات لون مخضر إلى محمر، أوراقها بيضية مقلوبة مستديرية القمة، الأزهار صغيرة صفراء اللون، يشتهر عشب الرجلة باسم البقلة الحمقاء؛ لأنها تنبت في مجاري الأودية والمياه فتسحبها، ولها أسماء أخرى تختلف باختلاف الدول المتواجدة بها؛ أما اسمها العلمي فهو Portulaca aleracea.
يحتوي نبات الرجلة على فلافونيدات وقلويدات وكومارينات وجلوكوزيدات قلبية وانثراكينونية، ويحتوي على حامض الهيدروسيانيك، وحمض الاسكوربك، وزيت ثابت، ونسبة من الاوميكا 3، كما أن الرجلة غنية بالكالسيوم والحديد وفيتامين أ، ب، ج، وحمض الأكساليك، ونترات، البوتاسيوم، وكلوريدات البوتاسيوم وكبريتات البوتاسيوم..
يزخر عشب الرجلة بتاريخ عريق في الطب العربي، فقد قال عنه ابن سينا: “إنها تقلع التآليل من أكل الحوامض، وورقها ينفع من وجع الضرس الناتج من أكل الحوامض، وبذورها إذا خلط بالخل يصبر على العطش، ويصطحبها المسافرون معهم في أسفارهم عند توقع فقد الماء، وفيها قبض يمنع السيلانات المزمنة، وهي قامعة للصفراء وتنفع من بثور الرأس غسلا ومن الرمد كحلا بمائها، تمنع القيء، وتحبس نزف الدم من الحيض، وينفع ماؤها من البواسير الدامية والحميات الحارة، وإذا شربت أو أكلت قطعت الإسهال“.
وقال عنه ابن البيطار “أن فيها قبضا يسيرا وتبرد تبريدا شديدا لمن يجد لهيبا وتوقدا، متى وضعت على فم معدته، وإذا أكلت أو شربت فعلت ذلك، وهي تشفي الضرس بتلميسها، وبسبب قبضها فهي موافقة لمن به قرحة الأمعاء وللنساء اللواتي يعرض لهن النزيف، ومن ينفث الدم وعصارتها أقوى في هذا الموضوع، وهي باردة مطفئة للعطش، تبرد البدن وترطبه، وتنفع المحرورين في البلدان الحارة، ومن يجعلها في فراشه لم ير حلما، وإذا شويت وأكلت قطعت الإسهال، وتقطع العطش المتولد من الحرارة في المعدة والقلب والكلى، وتنفع من حرق النار مطبوخة ونيئة إذا تضمد بها“.
يُستعمل نبات الرجلة في المغرب على شكل سلطة في الصيف لكونه مبرد، وله خصائص يمتاز بها كمضاد للالتهابات، ومنظف للدم، ومدر للبول، ويقضي على الدود في الأمعاء، كما يستعمل في حالة الذبحة الصدرية، وفي حالة التهاب المثانة ولتهدئة العطش. وفي الطب الصيني يستعمل هذا العشب كترياق للدغات الأفاعي والعقارب والرتيلاء، كما تستخدم في علاج بعض الإصابات الجلدية وفي خفض من حدة الحمى، ومن بين الاستعمالات الأخرى المتداولة في الطب الشعبي علاج الديدان الشعبية.
أبانت الأبحاث العلمية الحديثة أن نبات الرجلة مدر للبول لكونه غني بأملاح البوتاسيوم، كما أنه يفيد في علاج مشاكل المعدة والأمعاء. وأظهرت دراسات أخرى أنه يساعد على مقاومة الزحار العصوي، وعند حقن عصارة العشب فإنها تحرض التقلص الشديد للرحم، أما إذا استهلك عن طريق الفم فإنه يؤدي إلى ضعف انقباض الرحم؛ لذلك ينصح عدم استعماله كعلاج من طرف المرأة الحامل..
أرسل تعليق