الخروب “L Ceratonia siliqua”
ينتمي نبات الخروب إلى مجموعة النباتات الطبية التي اشتهرت بها بلادنا، فمن سمات شجرة الخروب قدرتها على تحمل الجفاف والبرد والرياح القوية، كما تكتفي بحوالي 30 سنتمتر من الأمطار في السنة وتنمو في التربة الرملية والأراضي الصخرية والوعرة. موطنه الأصلي بلاد الشام وتركيا وسوريا وشبه الجزيرة العربية، وقيل أن اليونانيون هم أول من نشروا زراعته ثم نقل إلى شمال إفريقيا من قبل العرب ثم إلى اسبانيا والأندلس قبل القرون الوسطى، إلى جانب الحمضيات والزيتون وقصب السكر.
اهتم المغرب بزراعة شجر الخروب بالمناطق الجنوبية -سوس ماسة درعة- حتى ازدهرت نظرا لتوفر المناخ الملائم، فأخذت مكانة كبيرة على الصعيدي الاجتماعي والاقتصادي.
كل جزء من نبات الخروب يعد صالح للاستعمال، فمن بذوره تستخرج مادة صمغية تستعمل في الصناعة الغذائية وصناعة الحلويات والصناعة الدوائية والتجميل. كما يستعمل لب الثمار لإعداد العصائر الحلوة والشكولا وغذاء الحيوانات، أما الأزهار فهي توفر رحيقا مناسبا لتغذية النحل.
يحتوي لب الخروب على مواد غذائية كالسكر بنسبة 55 بالمائة وبروتين ودهون، أما مسحوق البذور فيحتوي على 60 في المائة من بروتينات وكميات مهمة من الزيوت الخالية من الكوليسترول. توفر ثمار الخروب عدة فيتامينات ك A, B1,B2,B3, D وأملاح معدنية كالبوتاسيوم، والكالسيوم، والحديد والفسفور والمنغنيز والباريوم والنحاس… كما أن غياب حمض الأوكساليك بهذه الثمار يسهل عملية امتصاص الأملاح المعدنية كما أن تواجد مادة البكتين تبعد احتمال ظهور أعراض الحساسية.
كما يفيد صمغ الخروب في وقف الإسهال خصوصا لدى الأطفال، كما يصلح أيضا لمنع الإمساك لما له من قدرة على حفظ الماء بالأمعاء؛ فالخروب مفيد في تنظيم حركة الأمعاء وامتصاص السوائل بها. من جهة أخرى يستعمل شراب الخروب في الطب الشعبي للتخفيف من حدة السعال، حيث يعمل الصمغ على ترطيب وتوسيع الشعاب التنفسية. كما يفيد صمغ الخروب كذلك في علاج التآليل بدلكها بثمار الخروب عدة مرات.
يعزز الخروب إدرار الحليب لدى المرضعات كما يزيد في إدرار البول لذلك ينصح بتناوله للتخلص من الماء الزائد في جسم المرضى. ويستعمل لحاء شجرة الخروب في وقف النزيف، وذلك لاحتوائه على مادة التانين القابضة للأوعية الدموية. ويفيد الخروب كذاك في التخفيف من حدة قرحة المعدة لما له من تأثير قلوي على حموضتها من جهة، والتقليل من نشاط الجراثيم المتواجدة بها من جهة أخرى.
ومن جهة أخرى أظهرت أبحاث علمية قيمة أن مستخلصات أوراق وبذور ولب نبات الخروب تحتوي على فلافوندات ومواد فعالة أخرى تكبح نمو بعض أنواع الفطريات التي تصيب المزروعات، فهذه المواد الطبيعية المضادة للفطريات يمكن استعمالها كبديل للمبيدات الكيميائية التي لا تخلوا من أضرار تهدد صحة الإنسان.
المراجع:
1. Hichem Berrougui, Le caroubier (Ceratonia siliqua L.), une richesse nationale aux vertus médicinales, Maghreb Canada Express, Vol V, N°9, Septembre 2007.
2. Fatiha Fadel, Activité antifongique d’extraits de Ceratonia Siliqua sur la croissance in vitro de Penicillium digitatum, Bull. Soc. Pharm. Bordeau, 150 (1-4), 19-30, 2011.
3. سعيد جودة، الخروب غذاء ودواء وبوليصة تامين ضد المجاعة، مجلة بلسم العدد 426، كانون أول 2010.
أرسل تعليق