الحناء
اشتهرت الحناء منذ القدم باستعمالاتها في التجميل؛ تخضب بمعجون مسحوق أوراقها الأصابع والأقدام والشعر، وقد حظيت بقدسية شعوب كثيرة؛ كالفراعنة الذين يخضبون بها المومياء.. وإلى جانب استعمالها في أعمال الصباغة، واستخدام زهورها في صناعة العطور فقد عرفت الحناء كذلك بخصائصها العلاجية في الطب التقليدي، وفي شريعتنا الإسلامية السمحة فقد وردت بخصوصها أحاديث نبوية شريفة تشير إلى فوائدها الصحية الجمة.
ومن جملة هذه الأحاديث يروي ابن ماجة في سننه: “أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا صدع غلف رأسه بالحناء، ويقول: إنه نافع بإذن الله” وفي رواية أخرى لابن ماجة أنه قال: “كان لا يصيب النبي صلى الله عليه وسلم قرحة ولا شوكة إلا وضع عليها الحناء” كتاب الطب. وروى أحمد في مسنده وأبو داود في السنن “أن الرسول صلى الله عليه وسلم ما شكا إليه أحد وجعا في رأسه إلا قال: احتجم، ولا شكا إليه وجعا في رجليه إلا قال له: اختضب بالحناء“..
فالحناء شجيرة حولية معمرة غزيرة التفريع، اسمها العلمي هو Lawsonia inermis، جذورها وتدية حمراء وساقها كثيرة التفرع خضاء اللون تتحول إلى البني عند النضج، أوراقها بسيطة بيضاوية الشكل متقابلة الوضع والأزهار بيضاء ذات رائحة عطرية قوية متميزة. تستخدم الأوراق والجذور والزهور والبذور في الطب التقليدي. يصل طول الشجرة إلى ثلاث أمتار، مستديمة الخضرة، تتواجد شجرة الحناء بشمال إفريقيا والشرق الأوسط وتنتشر زراعتها في جنوب المغرب والمناطق الحارة كمصر والجزيرة العربية والهند.
بالنسبة للتركيب الكيميائي لهذه النبتة المميزة فقد ذكر العلماء أن أوراق شجرة الحناء تحتوي على الكربوهيدرات، والبروتين، الفلافونويد والعفص والمركبات الفينولية، وقلويدات، تيربينويدس، كينونات، الكومارين، كانثونيس والأحماض الذهنية.
تستعمل عجينة الحنة في الطب التقليدي لعلاج الصداع بوضعها على الجبهة وقد أثبتت الأبحاث العلمية أن الحناء تفيد في علاج الصداع الناجم عن فرط التوتر الشرياني فهي تنظم ضربات القلب وتنبهه وتساهم في ارتخاء العضلات وتوسيع الأوعية الدموية.
تستعمل الحناء أيضا في علاج الأورام والقروح إذا عجنت وضُمَّد بها الأورام، فالحناء تحتوي على مضادات حيوية، ومواد مضاد للجراثيم ومضاد للميكروبات ومضاد للفطريات ومضاد للفيروسات ومضاد للطفيليات، وفي هذا الصدد فنبات الحناء يمكن أن يستعمل أيضا كغرغرة لعلاج قروح الفم واللثة واللسان، والتخضب بالحناء يفيد في علاج تشقق القدمين وعلاج الفطريات المختلفة.
ومن جهة أخرى أظهرت الدراسات العلمية أن نبات الحناء يمتلك خاصية مسكن للآلام والأوجاع، يساهم في تخفيض نسبة السكر في الدم، يحافظ على وظائف كبد، ينبه لجهاز المناعة، يمتلك مفعول مضاد للالتهابات، ويحتوي على مواد مضادة للأكسدة، ومواد مضادة للسرطان.
يعتبر نبات الحناء مصدرا قيما للمواد الطبيعية الفريدة التي تصلح لابتكار وتطوير عقاقير ضد أمراض مختلفة إلى جانب تطوير المنتجات الصناعية.
المراجع:
1. محمد السقاعيد، موسوعة الإعجاز العلمي في القرآن والسنة، دار اليقين، الطبعة الأولى 2009م.
2. Gagandeep Chaudhary et al, Lawsonia inermis L: A Phytopharmacological Review, International Journal of Pharmaceutical Sciences and Research 2(2) 2010.
أرسل تعليق