الحسبة لغة وشرعا
مما امتاز به المجتمع الإسلامي من الرقي الحضاري نظام الحسبة وما عرفه من تطور من حال إلى حال في مختلف الأمصار والأعصار.
وكلمة: “الحسبة” بكسر الحاء وسكون السين في لغة العرب أحد مصادر حسب الشيء حسبة، بمعنى عده وأحصاه عدا، ويقال احتسب بعلمه أجرا عند الله احتسابا وحسبة اعتده فالمصدر منه احتساب واسم مصدره الحسبة.
ومنه “المحتسب” القائم بالولاية الشرعية كما في القاموس والحسبة بلسان الشرع: وظيفة دينية قائمة عل أساس الأمر بمعروف ترك، والنهي عن منكر ظهر.
فيحسن أولا بيان المعروف ما هو؟ وحكم الأمر به، وبيان المنكر ما هو؟ وحكم النهي عنه.
مع بيان التطوع بالحسبة من أحاد الناس وحكمه شرعا وشروط القائم به كمدخل للحديث عن المحتسب كموظف رسمي ونظام الحسبة في الشريعة الإسلامية.
[المعروف والمنكر]
كلمة “منكر” يراد بها كل ما حذر الشرع منه على جهة التحريم أو الكراهية، فهي أعم مدلول من كلمة “المعصية” حيث يندرج في المنكر ما يصدر من المكلفين وغيرهم، كالصبيان والمجانين والدواب والأنعام، فينهون عن الرذائل والمحذورات، ويكفون عن الإفساد والإتلاف، وإن كان عملهم لا يسمى معصية بالنسبة إليهم، لأنهم غير مكلفين لفقد شرط التكليف، من بلوغ، وعقل فالمنكر إذن أعم وأشمل، و”المعصية” أخص وأضيق، أما “المعروف” فواضح أنه كل ما عرف عن الشرع طلبه على جهة الإيجاب أو الندب إليه وهو أوسع مدلولا من كلمة الطاعة كما يعلم من تفاسير الآية الجامعة “خذ العفو وامر بالعرف“.
عن كتاب نظام الحسبة في الإسلام سلسلة البدائع للأستاذ المرحوم العميد الحاج أحمد ابن شقرون الطبعة الأولى 1415-1995.
أرسل تعليق