Image Image Image Image Image Image Image Image Image Image

ميثاق الرابطة |

انتقل إلى الأعلى

أعلى

٪ تعليقات

الحركة العلمية والثقافية عند المرابطين

أعزائي القراء الأكارم استجابة لرغبتكم التي عبرتم عنها في تعليقاتكم التي نتخذها دائما نبراسا يضيء طريقنا، ودعما من أجل مواصلة المشوار مع هذه الجريدة الرمز، ارتأيت أن ألامس الحياة العلمية عند هذه الدولة التي لها الفضل في ترسيخ قدم الحضارة المغربية الأندلسية بعلومها وثقافتها وفنونها وآدابها..

لقد أقبل المرابطون الأشاوس على العلم والعلماء رغم كثرة الاضطرابات السياسية وكثرة المواجهات بينهم وبين النصارى في عدوة الأندلس حيث لم يؤثر ذلك الوضع على الجانب العلمي سلبيا، بل إن البعض يرى أنها كانت حافزا للعلماء على الإبداع المتنوع وتوسعة مداركهم، ونُذَكِّر أن الأساس الذي انطلقت من دعوة الدولة المرابطية كان هو العلم، لذلك كانت اهتمام سلاطينها ذا ميزة خاصة سيما في مجال الفقه الشرعي، لذلك كان اهتمامهم بالعلم والعلماء له ميزة خاصة وخصوصا علم الفقه والدين أقوى منها إلى علم آخر، والدليل على ذلك تلك النزعة الفقهية التي كان يتمتع بها عبد الله بن ياسين الجزولي المؤسس الروحي لدولة المرابطين الذي تعلم “بقرطبة” نحوا من سبع سنين حسب ما تذكر المصادر التاريخية [1]؛ ثم أثم دراسته على يد الفقيه وجاج بن زلو اللمطي الذي تعلم بدوره على يد الفقيه أبي عمران الفاسي الأصل البعيد الصيت الذي سكن القيروان ونسب إليها.

تزامنت الدولة المرابطية مع ظهور الفطاحل من الفقهاء كأبي عمران الفاسي وأبي محمد الأصيلي الذي ولد ونشأ “بأصيلة” ثم رحل واستقر “بقرطبة” حيث كانت له حضوة بين أقرانه، والقاضي أبي الفضل عياض السبتي المتوفى سنة (544هـ) والذي لولاه لما عُرف المغرب كما يقال، والفقيه القاضي الأصيلي عبد الله بن الزويزي الذائع الصيت الذي يقول عنه القاضي عياض بكونه يُضرب به المثل إلى الآن بالمغرب إذ يقول المغاربة: “لا أفعل كذا ولو أفتاك به ابن الزويزي” [2]، مما ساهم في ميل الدولة المرابطية نحو الفقه والفقهاء، ومن تم كان تقديمها لهم على باقي أرباب العلوم الأخرى رغم ما كان يفد عليها من جيوش العلماء والفلاسفة من جراء فتح الأندلس، لكن هذا لا يمكن أن يُفهم بكونه اضطهادا فكريا كان يطول العلماء الآخرين، بل غاية ما في الأمر هو أن وظائف الدولة كانت من نصيب رجال الشريعة وتحديدا الفقهاء منهم لكون الدولة المرابطية كان أساسها الأول ديني وخلفائها الثلاث فقهاء ذوي زهد وعلم وعبادة.

شغف المرابطون بالعلم وخصوصا الثقافة الأندلسية، حيث نهلوا من مواردها ومشاربها المختلفة، وشجعوا الأدب والعلوم بعد استقرار النظام واستتباب الأمن، عكس ما يدعيه بعض المستشرقين من أن المرابطين كانوا متعصبين للفقهاء أكثر من غيرهم من العلماء، ومن مظاهر ذلك اهتمامهم بالكتاُب والشعراء الذين خدموا ملوك الطوائف والاستعانة بمعظمهم [3]، كما كان بعض الأمراء الذين لم يتمكنوا من الالتحاق بالمدارس لظروف معينة والذهاب إلى مجالس العلم والعلماء، يرسلون في طلب العلماء إلى قصورهم ويجلسون إليهم ويأخذون العلم من أفواههم، ويتفقهون في الدين على أيديهم في تواضع وتوئدة ؛ وفي هذا النطاق حرص الأمير علي بن يوسف بن تاشفين على تشجيع العلم والعلماء وساعده الاستقرار والأمن الذي ساد عهده أكثر من عهد والده يوسف بن تاشفين، فكان يرسل أبناءه إلى الأندلس لتلقي العلم ويتشدد في تعليمهم، ويجلب العلماء إلى قصره للاستفادة من علمهم والاستشارة برأيهم الجليل في أمور دينهم ودنياهم وخصوصا الفقهاء منهم.

ولتحقيق أهدافهم التربوية استعان المرابطون بجماعة من العلماء الواردين عليهم من الأندلس والقيروان، ولم يحفل المرابطون بالعلماء والأدباء والفلاسفة والكتاب فقط بل استقدموا الفنانين والصناع من الأندلس للاستفادة من خبرتهم وفنهم في البناء والزخرفة، كاستفادة يوسف بن تاشفين على سبيل المثال لا الحصر من المهندس عبد الله بن يونس الأندلسي (توفي 470هـ) في حل مشكل الماء وجلبه لمدينة مراكش حيث أكرمه إكراما كبيرا يليق به وببراعته في ميدان الهندسة حسب ما تذكره عنه المصادر التاريخية المعتمدة، كما تذكر عنه اهتمامه الزائد برجال الفن والصناعات المختلفة واستقدامه لهم للعيش بجواره بمراكش عاصمة ملكه؛ وهذا يعتبر أكبر وأوثق دليل على اهتمام المرابطين بالعلم والعلماء على مختلف مشاربهم، وتمجيدهم وتقريبهم منهم وجزل العطاء لهم، ويدحض القول الرائج بكون المرابطين لم يهتموا بالمجال الفكري [4] لكونهم دولة انبثقت من الصحراء ولم تعرف إلا الحملات الجهادية.

ومن الإنصاف ومن باب الاعتراف بالجميل والفضل نذكُر أن الفضل في نهضة مراكش العلمية واعتبارها المركز العلمي الثاني بالمغرب يعود إلى اهتمام يوسف بن تاشفين رحمه الله بالعلم والعلماء خصوصا بعد ضم الأندلس إلى المغرب، وكانت الأندلس كما هو معروفا في أوج قوتها العلمية والحضارية في عهد ملوك الطوائف، فأعجب أيما إعجاب بعلمائها وأدبائها وفنانيها المتميزين.

يستشف من هذا أن الدولة المرابطية لم تذخر جهدا في الاهتمام بالعلم والعلماء ولا ريب أن اتهامها بالجمود والتعصب للفقهاء كان إجحافا في حقها، ذلك أن المرابطين شغلتهم في أول أمرهم فكرة الجهاد والدفاع عن البلاد الإسلامية فلم يحفلوا بالفن والأدب في بداية الأمر، لكن ما لبثوا أن شجعوا الأدب والعلوم بعد استقرار النظام واستتباب الأمن، حيث تذكر المصادر المختلفة وفود عدد كبير من نوابغ الفكر الأندلسي على حاضرة مراكش منهم الطبيب أبو العلاء ابن زهر، والكاتب ابن عبدون، والشاعر ابن خفاجة إلى غيره من فطاحلة العلماء؛ وإذا كانت كفة الفقهاء ترجح في بعض الأحيان فربما لكون الزعيم الروحي للمرابطين عبد الله بن ياسين كان فقيها وأسس دعوته على مبادىء الفقه المالكي، كما هو الحال بالنسبة ليوسف بن تاشفين الذي كان مالكي المذهب حتى النخاع، فقيها متبحرا في علوم الدين كما تصفه معظم المصادر التاريخية المعتمدة.

ونظرا لكون المرابطين متمسكين بالدين شديدي الإجلال لرجاله فقد وجدوا في الأندلس الرطيب وطلبتها من الفقهاء ذوي العلم الغزير ضالتهم فرفعوهم إلى مراتب الرياسة، واستفادوا من علمهم واستشارتهم، ولقد تمتع الفقهاء بهذه المكانة الممتازة إلى عهد الموحدين.

ولعل في ما ذكره العلامة النابغة سيدي عبد الله كنون عن دولة المرابطين المجاهدة ما يشفي غليل كل من أراد أن يطلع على ما أنجزته هذه الدولة العظيمة من إنجازات علمية وسياسية خلال فترة حكمها القصيرة حيث قال: “لقد آن للبحث العلمي أن ينصف دولة المرابطين ويقول فيها كلمة عادلة لا تتأثر بعصبية بلدانية ولا بحمية دينية.. فمن الحق أن يقال إن المرابطين هم الذين مدوا حياة الأندلس السياسية وأبقوها في قبضة الإسلام زهاء أربعة قرون أخرى.. أما اضمحلال الأندلس معنويا فليس هناك من ينكر أن الازدهار الذي عرفته في أيام المرابطين ثم الموحدين بعدهم يكاد يفوق ما كان لها منه في أيام الخلفاء وملوك الطوائف وخاصة في ميدان العلوم والآداب؛ إن معظم أعلام الفلسفة والطب الأندلسيين هم ممن عاشوا في هذا العصر أو نبغوا بعده بقليل.. وأعلام الفقه والتصوف مثل ابن رشد الجد وابن سبعين.. “ [5].

أما بالنسبة للمغرب فقد عرفت الثقافة المغربية في عهد المرابطين نموا كبيرا وإشراقا لامعا، حيث تعمقت جذور أكثر العلوم النقلية والعقلية ونبغ فيها أئمة لا ينازع في مقدرتهم أحد، كما ضاقت رحاب جامع القرويين في عهدهم بمن يؤمها من الطلاب ورجال العلم القادمين عليها من مختلف المناطق والجهات، ومن أجل نشر العلم والعرفان عمل المرابطون على تأسيس المدارس والمعاهد في كل بقعة ومكان، كما سعوا إلى إعلاء شأن اللغة العربية وإضفاء صيغتها على كل المؤسسات؛ ومن المراكز العلمية المغربية التي اشتهرت في عهد المرابطين مدينة “سبتة” السليبة التي كانت مقرا علميا للعلوم الإسلامية، وكان للعلم فيها سوقا نافذة حيث أخرجت من علماء العدوتين الكثير ما زالت كتب التراجم والطبقات تزخر بهم، كما كانت هناك مراكز علمية “بطنجة” و”سجلماسة” و”أغمات” و”فاس” و”تلمسان”، أما العاصمة مراكش فكانت ملتقى الفقهاء والعلماء على مختلف مشاربهم ومداركهم والذين كانوا يفدون عليها من جميع جهات المغرب والأندلس والقيروان.

وفي هذا السياق يذكر العلامة نابغة عصره سيدي عبد الله كنون في كتابه “النبوغ المغربي في الأدب المغربي” أسماء عديدة للعلماء والأدباء والشعراء الذين برزوا في العصر المرابطي الذي يتهم بالجمود وحصر العلم في “الفقه” مما يدحض هذه المقولة التي روجت لها بعض المراجع التاريخية؛ ومن تم نجد من أعلام هذا العصر على سبيل المثال لا الحصر أبا موسى الجزولي الذي كانت له الريادة الأولى في النحو ويعتبر هو المؤسس الأول للنحو بالمغرب، وابن زنباع الأديب والطبيب، وابن القابلة السبتي الشاعر، وغيرهم كثير لا يسع المقام لذكرهم كلهم، ويمكن الرجوع إلى كتاب “الذخيرة في محاسن أهل الجزيرة” لابن بسام الشنتريني (المتوفى 552هـ/1147م) -الذي يعتبر نموذجا حيا لتطور الشعر المرابطي- من أجل الإطلاع على المزيد من الحياة العلمية على عهد المرابطين.

نخلص في النهاية أن عصر المرابطين لم يكن عصر انحطاط واضمحلال في الفكر والأدب وجمود وتعصب للفقه والفقهاء كما يدعي البعض مع الأسف الشديد، بل كان عصر انفتاح على العالم وعصر تشجيع للعلوم المختلفة وللعلماء المبرزين في مختلف التخصصات كما تنطق وتشهد بذلك المصادر التاريخية والأدبية المعتمدة التي تطرقت إلى هذا العصر بدقة وصدق وأمانة، مبينة أن مجالات المعرفة والعلم الأخرى ازدهرت رغم كل العوائق التي كانت تعترضها؛ ويكفي القول بأن هذه الدولة المجاهدة تعتبر هي الأولى التي ثبتت ورسخت قدم الحضارة المغربية بمنطقة الغرب الإسلامي، ومن ثم يحق لنا أن نفتخر بمجهوداتها الجبارة التي بذلتها في جميع الميادين والمجالات رغم قصر عمرها في الحكم.

وللحديث بقية أيها القراء الكرام لأن الموضوع يستحق منا عناية أكثر وإراد المعلومة العلمية الدقيقة الموثقة التي تشفي الغليل، فقط ذكَّرنا –في عجالة- بعظمة الدولة المرابطية المغربية الأندلسية التي كان لها أفضالا كثيرة على الحضارة المغربية الأندلسية التي تعتبر هي اللبنة الأولى التي اعتمدتها الدول الأوروبية من أجل بناء حضارتها العلمية والثقافية والفنية، هذه الحضارة المُشرقة التي كان لها دورا أساسيا في تمهيد الطريق للنهضة الأوروبية، ولنا في هذا عبر كثيرة تستدعي منا وقفات تأمل وتدبر، من أجل النهوض من جديد والمساهمة في بناء الحاضر المشرق الذي سيذكره التاريخ للأجيال القادمة..

والله من وراء القصد ويهدي السبيل

                              يتبع في العدد المقبل إن شاء الله تعالى..

———

1. انظر: مؤلف مجهول: الحلل الموشية في ذكر الأخبار المراكشية؛ تحقيق سهيل زكار وعبد القادر زمامة، ص:10، دار الرشاد الحديثة.ط:1.البيضاء.1979م.

2. للمزيد: القاضي عياض السبتي: ترتيب المدارك وتقريب المسالك لمعرفة أعلام مذهب مالك؛ تحقيق مجموعة من الأساتذة، طبعة وزارة الأوقاف المغربية، الرباط:1981م.

3. محمود علي مكي: سبعة وثائق تاريخية جديدة عن دولة المرابطين وأيامهم في الأندلس، صحيفة المعهد المصري للدراسات الإسلامية، مدريد، 1959-1960م، مجلد:7/123.

4. عبد الواحد المراكشي: المعجب في تلخيص أخبار المغرب؛ تحقيق محمد العريان ومحمد العربي العلمي، ط:2. البيضاء، 1978م.
وأيضا أنظر محمود علي مكي، المرجع السابق، م7/120.

5. سيدي عبد الله كنون: النبوغ المغربي؛ بيروت، ط:2، 1961م، دار الكتاب اللبناني 1/65-67.

التعليقات

  1. لعريبي بلال

    استسمحك
    سيدتي الدكتورة علية الفاضلة بمساعدتي في بحث الدكتوراه بتزويدي ببعض المعلومات حول
    : تطور الادب العربي في العالم الاسلامي بمذكرات تخرج، او كتب، مجلات، ووثائق..
    شكرا شكرا

  2. amhn zahzah

    السلام عليكم ورحمة لله وبركاته
    تحية اجلال وتقدير لكل من يسعى وراء نشر العلم وايقاظ الامة من ظلمات الهوى ومن اثر السبات العميق .
    احيكم على ما تبذلونه لرفع الهمم والنهوض بالامة الى الطريق السوي وارجوا منكم مزيدا من الكتابات حول تاريخ المغرب الاسلامي من جميع جوانبه .

  3. محمدبكرلي

    إن عرض التاريخ الحقيقي يشعرنا بأننا نحمل منارة للإنسانية لن تخمد نورها مهما حاول أعداءها، وإن أنعمت أبصارنا وبصيرتنا عنها وانحططنا عن حملها.
    المهم أن يسير من يملك التمكين في طريق تحقيقها، وتأمين مستلزماتها بكل عناصرها لينشا أطفالا ورجالا ونساءا وظروفا وبيئة وكلاما وأفعالا، تنتشر في الواقع وتحيي البصيرة والعقول لما فيه خير الإنسانية جمعاء بحكمة وموعظة ودهاء وبصيرة وعلم وأخلاق ومحبة.

  4. د.عرفة رغُّون:إنجلترا -لندن-

    حياكم الله من مدينة الضباب لندن..
    مرة أخرى أشد على يديك الدكتورة الفاضلة علية الأندلسي على صمودك، واستمرارك في المشاركة العلمية مع هذه الجريدة الإلكترونية الرائدة، فنحن نبحر معك على سفينة الحضارة المغربية الأندلسية، التي نعشقها نحن وأبنائنا بالمهجر…
    ميزة مقالاتك -أيتها الفاضلة- أنها موثقة بالمصادر والمراجع العربية والأجنبية، التي يمكن الرجوع إليها، واقتناء المعلومة منها والتوسع فيها…
    كما أنك بأسلوبك العلمي الدقيق تجلبين القارئ من مختلف الأعمار والتخصصات، خصوصا الجيل الثالث والرابع الذي يرتبط بوطنه من خلال هذه الحضارة الرائعة التي تسردين تفاصيلها مشكورة؛
    ألتمس منك كباقي القراء أن تتوسعي ما أمكنك ذلك في الحياة العلمية عند المرابطين والموحدين الدول التي كان لها الفضل في خدمة العلم والعلماء بمنطقة الغرب الإسلامي في القرن السادس الهجري…
    و بارك الله فيك وفي مجهوداتك.
    وبارك في كل من يشرف على هذه الجريدة الإلكترونية ومن بينهم رئيسة التحرير.
    .

  5. رقية أيت الدوش

    بسم الله الرحمن الرحيم
    وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه
    علم التاريخ علم بالغ الأهمية؛ ليس لأنه تتبع لأحداث مضت، ووقائع ولت، ووصف لعلاقة الإنسان بالعمران بمختلف أبعاده وتجلياته، ومدى التأثير والتأثر بين الفاعلين في البناء الإنساني والحضاري على وجه البسيطة، بل هو زيادة على ما تقدم محل لإجالة الفكر، واستئناف النظر في السنن الحاكمة لعلاقة الإنسان بالعمران، واستنباط القواعد أو القوانين المقيدة لأمانة الاستخلاف والمحققة لفضيلة "التمكين" .
    إنه مجال يأخذ منه كل أحد – حسب اختصاصه- ما يعتبر به، وما يساعده على بناء فهمه للظواهر المختلفة التي تتكرر بتجدد أسبابها وشروطها – بحسب سنن الله الجارية في الكون- أو بسبب "حكم الثابت الذي لا يتغير…".
    إنه حقل معرفي اعتباري- إن صح التعبير- ملئ بتجارب الأمم والحضارات والثقافات، يحكي نجاحها، وفشلها، وصراعاتها، وتوافقها، واختلافها، وتسامحها، وتطرفها، وحربها وسلامها…وأسباب كل ذلك.
    إنه ذاكرة الإنسانية الخالدة التي تحفز الفاعلين الإيجابيين لاستئناف الفعل الحضاري الباني الإيجابي الذي ورثه لهم سلفهم الصالح…
    وفي الختام أشكر فضيلة الدكتورة على بحوثها القيمة في هذا المجال، وأدعو لها بالتوفيق والسداد.
    والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
    .

  6. الباحث محمد تاشفين: أغمات/ مراكش

    حياكم الله جميعا من هذا المنبر الذي أصبحنا مرتبطين به كل الارتباط؛
    شكر الله لك فضيلة الأستاذة الدكتورة علية الأندلسي على هذه المقالات العلمية الخاصة بالحضارة الأندلسية المغربية خلال دولة المرابطين والموحدين، أخبرك أنني من مدينة "أغمات"، فتحت عيني على هذه الحضارة التي تتكلمين عنها بأسلوب رائع يجعل المرء يبحر معك في ضلالها ببساتينها ودورها ومآذنها وعلمائها وفقهائها.
    وأخبرك أنني أعشق المجاهد يوسف بن تاشفين المدفون بأغمات الذي له الفضل في إطالة عمر الأندلس، فبارك الله فيك أستاذتي الكريمة.
    كما أرجو أن أحصل على بريدك الإلكتروني من أجل التواصل العلمي؛ لأنني طالب باحث في التاريخ المغربي الأندلسي وأريد منك مدي ببعض المراجع الأجنبية لخبرتك واعتمادك عليها في مقالاتك السابقة، وجزاك الله خيرا؛
    الشكر الخاص من مراكش لرئيسة التحرير على اعتنائها بهذه الجريدة الإلكترونية التي وصلت إلى عددها الثاني عشر، والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.

  7. باحث في الحضارة الإسلامية من لوكسمبورغ:luxembourg

    سلام الله عليكم
    صدقت يا دكتورة علية الأندلسي يحق لنا أن نفتخر ونعتز بدولة المرابطين ومثيلاتها التي رسخت قدم الحضارة المغربية الأندلسية بمنطقة الغرب الإسلامي، وكان لها قصب السبق في ضم الأندلس بحضارتها وعلومها وعلمائها وفقهائها وشعرائها إلى المغرب، أشد على يديك لكونك أثرت موضوع الجمود الفكري التي كانت توصف به وتحيزها إلى الفقه والفقهاء..
    وأعدك أنني سأرجع إلى كتاب (الذخيرة في محاسن أهل الجزيرة) لابن بسام الأندلسي التي أشرت إليه -مشكورة- من أجل أن أقف على نماذج من العلماء والشعراء في عهد الدولة المرابطية؛
    وبارك الله فيك على هذا المصدر الذي سأحتاجه في بحثي حول هذه الحقبة التاريخية، وألتمس من فضيلتك أن تتطرقي مستقبلا بإسهاب وتوسع أكثر إلى الجوانب العلمية لهذه الدولة العظيمة، التي تقشعر أبداننا ونحن نتذكر معك عظمتها على صفحات هذه الجريدة التي نشكر كل من يشرف عليها، وعلى رأسهم أمين عام رابطة علماء المغرب، والسيدة رئيسة التحرير التي أبانت عن كفاءتها بعد بلوغها العدد: 12 ولله الحمد والشكر..
    أحييكم جميعا من مدينة لوكسمبورغ الأوروبية.
    Bonne chance Dr. Olaya al
    andaloussi et merci pour ces importants articles que nous attendons chaque quinzaine, et à bientôt.

  8. الباحث ياسين لوقش-تطوان-

    السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
    أستاذتي الفاضلة الدكتورة علية الأندلسي أشكرك على مجهوداتك المتميزة في الكتابة عن حضارة الأندلس والمغرب بأسلوب عصري -علمي فقهي- نحن في حاجة إليه كطلبة باحثين وتلاميذ ما زالوا في بداية المشوار؛
    فلا يخفى عليك أستاذتي الكريمة -وأنت الفقهية والعلمية التكوين- أن الكلمة الإلكترونية لها صدى أكثر وأبلغ في نفوس القراء الشباب الذين لا يحتملون الرجوع إلى الكتب والمراجع، ولكن يستفيدون من المعلومة الموثقة التي تقدمينها ويرجعون إلى المرجع الذي تحيلين عليه.
    فحفظك الله وبارك فيك وفي جهودك، ونتمنى لك أن تستمري في مشاركاتك مع هذه الجريدة الإلكترونية المتميزة، والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.
    .

أرسل تعليق