الحركة العلمية في عصر السعديين.. (17)
أحمد الصومعي
أبو العباس أحمد بن أبي القاسم بن سالم بن عبد العزيز بن شُعيب الشَّعبي الهَرَوي الزَّمْراني دفين الصومعة من بلاد تادلة، الشيخ الصوفي الراسخُ القدم في طريق القوم علما وعملا، وصفه الحافظُ أبو العباس المقري، وكان قد لقيه بمراكش فقال: “هو نفع الله بعلومه آيةٌ من آيات الله في المجاهدة، لا يكاد يفتُر عن ذلك أصلا استغرق نهاره وليله في أنواع الطاعات من صلاة وذكر وقراءة قرآن، وإقراء علوم الحقيقة شاهدته وكثيرٌ من تآليفه تقرأ بين يديه، وشاهدت من كثرة حفظه لحكاية الصالحين عجبا، يذكر بكل محل ما يناسبه، وله ولوع باقتناء الكتب، حتى لقد ترك يوم موته ما يقرب من ألف وثمانين مجلدا. وقد قصده الناس لزيارته من البلاد الشاسعة ورأيتُه يوم الجمعة بجامع الكُتبيين والناس يزدحمون على تقبيل يده وطلب الدعاء منه، حتى لا يخلص منهم إلا بعد جهد جهيد، وكانت له زاوية بالصومعة يطعم بها الطعام، ثم سكن مراكش وترك بعض بنيه بالزاوية مقتفيا سنته“.
له مؤلفات عديدة أكثرها في التصوف كشرح الحكم في أربعة أسفار ومُختصره ومختصر مختصره، وشرح المباحث الأصلية، وشرح منازل السائرين للشيخ الإمام الهروي، وغير ذلك قال المقري “لما استَجزْته رحمه الله أخرج لي ستين مجلدا كلها من تصنيفه، وتوفي ببلده الصومعة في سنة 1013″.
يتبع في العدد المقبل..
عن كتاب النبوغ المغربي في الأدب العربي تأليف العلامة عبد الله كنون الجزء الأول، ص: 253، دار الثقافة الطبعة.
أرسل تعليق