الثابت والمتغير في اللباس البدوي
لباس المرأة
يتميز اللباس التقليدي للمرأة البدوية بمنطقة إفران بكونه يحاول أن يوفق بين متطلبات الزينة من ملبس جميل وحلي نفيسة ووشم تعبيري، وبين إكراهات الظروف المناخية المحلية. وعموما يمكن التمييز في هذا اللباس، من هامة الجسد الأنثوي إلى أخمص قدميه، ما بين الأصناف التالية:
1. لباس الرأس
• تسبنيت “السبنية”: يعود اسم السبنية[1]، ربما إلى نوع من الأقمشة التي كانت تصنع بمدينة السبان -قرب بغداد بالعراق- إلا أنها بالمغرب تعني صنف من غطاء الرأس يصنع من الحرير ومزين بأهداب من جوانبه الأربعة، وهو غطاء يميز نساء الأطلس المتوسط عامة.
• أشتان “الدارة”: قطعة من الثوب الأبيض يستعمل كغطاء للرأس ولكنه يخلو من الأهداب ومن كل تزيين.
• أعصاب “العصابة”: عبارة عن شريط من الثوب قد تزين أطرافه بأهداب، ويستعمل لحزم الرأس من فوق السبنية.
• تاوشايت “الحجاب”: نوع من الحجاب على شكل نقاب تحمله العروس خلال حفلة الزفاف.
2. لباس البدن
• أتفاس أو إشبر “التشمير”: يجهل أصل لفظ أتفاس المتداول بين قبائل بني مكيلد وبني مطير، بينما يمكن اشتقاق لفظ إشبر الذي تستعمله قبيلة آيت سغروشن من الكلمة الأمازيغية “أشابير” التي جاءت بدورها من كلمة التشمير التي ذكرها الإدريسي في كتابه نزهة المشتاق في اختراق الأفاق منذ -القرن السادس الهجري/الثاني عشر الميلادي- كلباس خاص بالأتراك حيث قال “ولباسهم التشمير”[2]. كما يمكن لكلمة التشمير أن تكون قد حرفت عن كلمة قميص المشتقة من الكلمة اللاتينية “camisia” ويقال في اللغة العربية شمر الثوب بمعنى رفعه، وتشمر بمعنى مر جادا أو مختالا، والمشمر هو المجد.
وعلى كل فأتفاس لباس قديم وهو عبارة عن قميص أبيض طويل مفتوح على الجانب الأيمن بشكل مستقيم وله كمين طويلين وفتحة على الصدر. وقد تطورت طريقة تفصيله، حيث أصبح أكثر اتساعا، ويستعمل من القطن أو الكتان وأحيانا من رقيق الصوف لكونه من الملابس الداخلية.
• الدفينة: أصلها من الكلمة العربية “دفن” وهو لباس يتخذ من نسيج شفاف يظهر من تحته القفطان زاهيا بألوانه وزخرفته، فلا تبرز الدفينة بشكل بارز وإنما تتناسق مع لباس القفطان، ومن هنا يحتمل اشتقاق أصل هذه التسمية. والدفينة تشبه إلى حد ما الفرجية أو المنصورية وغايتها التخفيف من توهج بريق القفطان.
• القفطان: لفظ تركي يرجع أصله إلى الكلمة الفارسية “خفتان”، وهو من الألبسة المستحدثة بالمغرب الأقصى والمقتبسة عن الأتراك خلال القرن -العاشر الهجري/السادس عشر الميلادي-. ومن المحتمل أن يكون دخل إلى المغرب منذ العصر المريني[3]. يتميز القفطان بنسيجه الرفيع من الحرير وكثافة التطريز والزخرفة، ويعتبر من لباس المناسبات وكان يحتكره الرجال في أول الأمر قبل أن يشاع استعماله عند النساء؛ ولأنه لباس مكلف خاصة وأنه يصنع من الحرير والمخمل “القطيفة” ويظفر بالشرائط “السفيفة”، فقد كان القفطان في البداية لا تقتنيه إلا نساء الأعيان، قبل أن يصبح عاما ومن الأزياء التقليدية المغربية، تبرز به العروس في حفل الزفاف ويتخذ في الأعراس. وتعددت أنواع نسج القفطان وتفاصيل خياطته حسب الدوق والموضة، وعموما فهو طويل من الأمام ومغلق بأزرار تزينه.
• الإزار: لفظ يستعمل في اللغة العربية ويعني قطعة مستطيلة من القماش يتراوح طولها ما بين 4 و6 أمتار ولا يقل عرضها عن المتر والنصف، ويبقى القياس مختلفا حسب الذوق والبنية الجسمية للمرأة، كما أن نسيجها يتنوع تبعا لاختلاف الفصول والمناطق من الحرير ورقيق الصوف إلى الكتان ووصولا إلى القطن وغليظ الصوف. وهذا اللباس موغل في القدم ويتميز بانتشاره الواسع وهو أصل كل الملبوسات الخارجية، ويشبه إلى حد كبير الرداء الذي كان يلبسه الرومان القدامى والمعروف ب “la toge”، والذي كان معروفا في مجموع الشمال الإفريقي. وتتنوع تفاصيل لف الإزار على الجسد، فهو إما يلبس مباشرة فوق الجسد أو يتخذ فوق التشمير والقفطان خلال المناسبات، وفي الحالة الأخيرة يكون نسيجه من الحرير الشفاف والمزخرف. وفيما يلي مراحل لف الإزار عند نساء الأطلس المتوسط حسب جون بيزانصونو[4] Jean Besancenot.
يتبع في العدد المقبل بحول الله تعالى..
———————————————
1. أورد ابن بطوطة هذا الاسم في رحلته المشهورة. الطبعة الأخيرة. الجزء الرابع “ص: 142”.
2. الإدريسي “أبو عبد الله محمد بن محمد بن عبد الله إدريس الحمودي الحسني الشريف”: كتاب نزهة المشتاق في اختراق الأفاق. بيروت، عالم الكتب. الجزء: 2، الطبعة الأولى، 1989 “ص: 722”.
3. أورده ابن بطوطة في رحلته المشهورة، الطبعة الأخيرة، الجزء: الأول، “ص:351”.
4. Besancenot (Jean): costumes et types du Maroc. Paris, éditions des Horizons de France 1940 (planches B: 1).
أرسل تعليق