التنمية الاقتصادية من منظور إسلامي.. (11)
وعدالة الإسلام في اقتصاده وتنميته وإنتاجه يجب أن تقوم بين الأفراد مع بعضهم، وبينهم وبين حكوماتهم على أساس من الدين وما يحتويه من توجهات ، لا يجوز الخروج عنها تعالج المشاكل الاقتصادية على أساس العدل ومقاومات الظلم الاجتماعي وتثبيت التوازن التوسطي، وتحديد مسار الإنتاج والتنمية حسب ما تمليه الشريعة دون فصل بين عناصرها المترابطة ترابطا عضويا بمنهجية واضحة لا توتر فيها ولا اضطراب.
وزيادة الإنتاج وحصول التنمية غاية إنسانية لوجود النشاط الاقتصادي النافع على اختلاف طبقاتهم مع قيام التبادل التجاري الدولي والاستفادة منه بالتصدير والتبادل وفق خطة محكمة ومفيدة للمجتمع الإسلامي.
فالاقتصاد الإسلامي متفتح ولا إحراج فيه ولا تعنت والإسلام يدعو للقضاء على الفوارق، ويحث على الإنفاق في سبيل الله ويؤكد على المحافظة على حقوق المحرومين وترقية الصناعات والرفع من مستوى المسلمين قاطبة يقول الله سبحانه وتعالى: “مَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ اَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِئَةُ حَبَّةٍ وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ” [البقرة، 260].
إن المال وديعة من الله ينبغي عدم خيانة الله في وديعته ومعصيته في أمره وهو القائل جلا وعلا:” هَلْ مِنْ خَالِق غَيْر اللَّه يَرْزُقكُمْ مِنَ السَّمَاء وَالْأَرْض” [فاطر، 3].وقوله عز وجل: وَأَنْفِقُوا مِمَّا جَعَلَكُمْ مُسْتَخْلَفِينَ فِيهِ” [الحديد، 7]. وقوله تعالى: “من ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافًا كَثِيرَةً وَاللَّهُ يَقْبِضُ وَيَبْسُطُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ” [البقرة، 243].
إن الاقتصاد محور الترقي والتحرر والاستغلال الفعلي، والتنمية ضرورية لتحقيق الهدف الأسمى والخروج من السيطرة الفعلية للمستغلين والمستحوذين والقضاء على الفوارق الطبقية بإقامة النظام الإسلامي كله دون استثناء؛ لأن الخطر على المسلمين يأتي من تخليهم عن دينهم والتعلق بالأفكار الطارئة عليهم وإضاعتهم للفكر الإسلامي المتوسط والمساير لمجتماعتهم الإسلامية، ويأتيهم أيضا من الجمود الناشئ بينهم من جراء توقف الاجتهاد، وما اعترى ذلك من تراجع مخجل لا يليق بمبادئ الإسلام وأهدافه القيمة الصالحة والمفيدة في مختلف الأزمان..
يتبع في العدد المقبل….
عن كتاب “البيعة والخلافة في الإسلام” للأستاذ العلامة المرحوم الحاج أحمد بن شقرون ص: 39-41 سلسلة البدائع الكتاب العاشر الطبعة، (1417هـ / 1996م).
أرسل تعليق