ومن بين العلماء الذين تخطت كذلك شهرتهم قبائل هذه المنطقة: العلامة الأمين بوزيد الأنجري: العالم الشهير بدقته وتفوقه في علوم كثيرة، ولد بقبيلة أنجرة ونشأ بها وتعلم حيث حفظ القرآن الكريم ومتون العلم وبعض شروحها على علماء قبيلته وشيوخها، ثم انتقل إلى مدينة فاس فأخذ عن كبار علمائها فلما حصل على مطلوبه عاد من رحلته واستقر بمدينة طنجة حيث تولى العدالة بسماطها وبرز في الإشهاد والفتوى إلا أنه زهد في ذلك كله وعاد إلى قبيلته وتجرد لنشر العلم بين قاصديه من الطلبة.

العلامة سيدي محمد بن محمد بن تاويت الودراسي الطنجي: المعروف بالعلم والورع والتقوى والجهاد، حفظ القرآن الكريم بقريته، ونهل العلوم من مساجدها ومن أفواه رجالها ثم انتقل إلى فاس وجلس إلى علمائها حتى أصبح له قصب السبق في علوم كثيرة فعاد إلى قريته ومقر أسرته فاشتغل بالإرشاد والتعليم على المنهج القويم، ولما زحفت جنود الاستعمار الإسباني على الناحية الجبلية وقامت حركة الجهاد بالقبائل لرد العدوان انظم إليها وكان ممن أبلى فيها البلاء الحسن.

العلامة سيدي أحمد بوزيد الانجري: الفقيه الجليل الذي اشتهر بنبوغه منذ صغره، وبتفوقه في علوم كثيرة في جل مراحل حياته، رحل في طلب العلم حتى نال منه أربه ثم عاد إلى  قريته فاشتغل بالتدريس حيث أمه جم وفير من أبناء قبيلته وبعض القبائل المجاورة وعقد مجالس للتفسير والحديث والفقه والأصول وتميزت دروسه بالدقة والتفصيل حتى يصل كل مستمع وحاضر إلى مبتغاه.

العلامة سيدي محمد الأنجري: الفقيه الحاج بن محمد بن الهاشمي الفقيه البارز في العلوم الشرعية واللغوية وليد قرية أنجرة الشهيرة والمتعلم على أبنائها وخيرة فقهائها، ظهرت نجابته منذ صغر سنه فحفظ القرآن الكريم وما يتعلق به من ضبط وقراءة ثم حفظ المتون العلمية بشروحها ولا يزال ينهل من حياض العلم ويكرع حتى نال النصيب الأوفر مما أهله لاعتلاء كراسي التدريس فتحلق حوله طلبة كثيرون من أبناء قبيلته يدرسون عليه التفسير والحديث والفقه واللغة فيتخرجون فقهاء يعتلون المنابر للخطبة والكراسي للتدريس، ولا زال أطال الله في عمره يقوم بمهمته أحسن قيام فيقصده كل طالب علم بالمنطقة.

الفقيه الحاج محمد بن الهاشمي البقاش: من قرية الرمان بأنجرة  فقيه القراءات المتبحر في علومها والمتميز في تدريسها وتعليمها، درس القرآن الكريم وقراءاته في قرى ومداشر كثيرة ثم عين أستاذا بمدرسة ولي العهد الأمير سيدي محمد للقراءات السبع فتخرج على يديه عدد كبير من قراء القرآن والقراءات في مختلف الأقاليم المغربية.

وسيطول بنا المقال لو أحصينا كل العلماء والفقهاء الذين حفلت بهم هذه المنطقة والدين جلسوا للتعليم والتربية والتثقيف ونحن حين نستحضر هذه الأسماء البارزة التي تخفي وراءها كوكبة من العلماء والأدباء نستحضر دائما صورة العالم العربي المسلم الذي يقف للخطبة ويجلس للدرس والتعليم ويتجند للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر امتثالا لأمر دينه وتأدية لأمانة العلم التي في عنقه فيقصده الطلبة ويروم مجلسه كل متعطش لمعرفة أمر من أمور دينه أو دنياه ونحن لن نتقصى هنا تاريخ هذه المنطقة ولن نستحضر كل الأسماء التي اشتهر ذكرها وانتشر؛ لأننا لو حاولنا ذلك لطال بنا المقام، ولكننا سنكتفي بهذه الإشارات لنخلص للحديث عن فلسفة التعليم ومنهجه عند هؤلاء وفي هذه المناطق منذ القديم والى اليوم..

جريدة ميثاق الرابطة العدد 1048، 2 ذو القعدة 1424هـ الموافق 26 دجنبر 2003م.

تابع بقية الموضوع في العدد المقبل بحول الله تعالى..