التطورات التاريخية لما بعد سجلماسة.. (6)
تافيلالت خلال القرن 13 الهجري و 19 الميلادي
يبلغ عدد سكان تافيلالت خلال نهاية القرن الثالث عشر الهجري / التاسع عشر الميلادي حوالي 45 ألف نسمة يتوزعون على أكثر من 150 قصرا وقصبة. كما تم خلال هذه الفترة تقسيم المنطقة إلى ست مشيخات رئيسية تحكمت فيها بشكل خاص الانتماءات العرقية والدينية والمصلحية التي يمكن تحديدها كما يلي:
- حلف آيت عطا ويتكون أساسا من آيت خباش، وآيت إعزى وعرب بني امحمد؛
- حلف آيت يافلمان ويضم بشكل خاص آيت مرغاد، وعرب الصباح بالسيفة وعرب السفالات؛
- عنصر الشرفاء والمرابطين من العلويين والأدارسة ويرتكز دورهم في الوساطة والصلح بين القبائل المتصارعة؛
- عنصر الأحرار سواء منهم العرب أو الأمازيغ ويشتغلون بالتجارة والزراعة والرعي؛
- عنصر أهل الذمة وخاصة من اليهود وكانوا يتعاطون للتجارة ولبعض الحرف؛
- عنصر العبيد والإيماء والحراطين ويُستغلون كخدم في المنازل أو كخماسة في الحقول..
جدول لأهم مشيخات تافيلالت
اسم المشيخة |
عدد القصور |
عدد السكان |
مشيخة تانيجيوت |
16 |
6000 |
مشيخة السيفة |
22 |
8000 |
مشيخة بني امحمد |
18 |
6500 |
مشيخة واد إيفلي |
36 |
9000 |
مشيخة الغرفة |
20 |
6000 |
مشيخة السفالات |
40 |
9000 |
المجموع: |
152 |
44500 |
ومن جهة أخرى وكباقي مناطق المغرب، عرفت تافيلالت خلال هذه الفترة ظهور عدة زوايا كانت تلعب دورا هاما في إصلاح ذات البين بين القبائل وفي التوجيه الديني وربما حتى السياسي. أغلب هذه الزوايا تقع بمشيخة السفالات وتم تأسيسها من طرف زعماء أتوا من خارج المنطقة ويطلق عليهم اسم المرابطين. البعض من هذه الزوايا انقرض مع السيطرة الاستعمارية (بداية القرن الرابع عشر الهجري / العشرين الميلادي) والبعض الآخر ظل يلعب دوره الروحي والفكري إلى اليوم. وقبل تقديم نبذة موجزة عن هذه الزوايا، تجدر الإشارة إلى ثلاث ملاحظات أساسية:
- الملاحظة الأولى: أن معظم هذه الزوايا قد أسس من طرف أولياء أو شيوخ من أصل غير فيلالي، فهم غالبا شرفاء أدارسة وفدوا إلى المنطقة التي اشتهرت بمراكز العلم والفقه وكانت فيها الظروف جد مواتية لظهورهم على الساحة الصوفية على الأقل “الدعوة السرية”.
- الملاحظة الثانية: تتعلق بتركز أغلب هذه الزوايا في مشيخة السفالات وهي أكبر وأهم المقاطعات الفيلالية من حيث المساحة، ومن حيث عدد السكان [حوالي 9000 نسمة موزعين على حوالي 40 قصرا] ومن حيث النشاط الاقتصادي [الفلاحة، وتجارة القوافل وبعض الصنائع ومنها سك العملة بقصر تابوعصامت].
- الملاحظة الثالثة: هي أن هذه الزوايا كانت تابعة في نفوذها الروحي للزوايا الكبرى المتمركزة بأهم المدن المغربية كفاس، مراكش وسلا أو بالمناطق الفلاحية مثل درعة وسوس. ومن أهم هذه الزوايا الأم يمكن ذكر الزاوية التيجانية والزاوية الدرقاوية بفاس، والزاوية الناصرية بتمكَروت “درعة”..
يتبع في العدد المقبل
أرسل تعليق