التربية العقلية في الإســــلام.. (9)
[أهداف التربية الإسلامية]
إذا كانت أهداف التربية في القديم والحديث تختلف فيما بينها، وتكاد تتفق في النهاية في الغاية من التربية، وهي إعداد المواطن الصالح، فإن التربية الإسلامية تتجه إلى ما هو أبعد من ذلك، وتجعل الغاية من التربية هي: “تحقيق العبودية الخالصة لله في حياة الإنسان، على مستوى الفرد والجماعة والإنسانية، وقيام الإنسان بمهامه المختلفة لعمارة الأرض وفق الشريعة الإلهية“[1]، “الإنسان الصالح الذي يلتزم نهج القرآن ويتأدب بأدب الإسلام، الإنسان العالمي الذي يعتقد أن الناس كلهم خلق الله فهم إخوة في الخليقة“[2]، “كلكم من آدم وآدم من تراب“[3]. كما تهدف التربية الإسلامية أيضا إلى تربية أمة من الأمم لتحمل هذا الدين الخالد إلى البشرية كلها، تربية توافق الفطرة البشرية، وتتلاءم مع النفس الإنسانية، ولا تحيد عنها قيد أنملة عن الجبلة التي فطر الناس عليها.
[ميادين التربية الإسلامية]
لتربية الإسلامية ميادين متعددة[4]، ويمكن إجمالها في الميادين التالية:
- التربية الروحية (العقائدية)؛
- التربية الخلقية؛
- التربية الجسمية؛
- التربية الجنسية؛
- التربية الجمالية؛
- التربية الفنية؛
- التربية الاجتماعية؛
- التربية العقلية..
وهذه الأخيرة –التربية العقلية- هي محور البحث الثاني من هذا الفصل، والذي سنحاول فيه معرفة واستقصاء المنهج الذي اتبعه الإسلام في تربية العقل، وكذا أبعاد وأهداف التكوين العقلي للفرد في الإسلام..
يتبع في العدد المقبل…
—————————-
1. عبد الرحمن حسن حبنكة، غزو في الصميم، ص: 227.
2. د. عبد الرحمن عميرة، منهج القرآن في تربية الرجال، ص. 11.
3. حديث رواه الإمام البخاري ومسلم.
4. يرى ماجد الكيلاني أن الآية من قوله تعالى: “هو الذي بعث في الاَميين رسولا منهم يتلو عليه ءَاياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة وإن كانوا من قبل لفي ضلال مبين” [الجمعة، 2]– تمثل الإطار الذي يحدد التربية الإسلامية ومناهجها، ويرى أن تلك الميادين.
أرسل تعليق