العقل الإنساني  في نموه وتكونه وزيادة علمه وفهمه ، واتساع  مداركه ، مرتبط تمام الارتباط  بالحواس من  سمع وبصر وغيرهما ، وحسن استخدامهما  في ملاحظة الأشياء ودراستها والتعرف عليها وإدراك حقائقها.

سادسا: الاهتمام بالقياس: يعتبر القياس أهم الوسائل العقلية العلمية التي يتكامل بها الجانب الحسي والمعنوي، وذلك لاستنباط النظريات من قواعدها، واستنتاج الأحكام من أصولها واستخراج النتائج من مقدماتها، واستثمار القياس في الدراسات التحليلية المقارنة في شتى ميادين العلم والمعرفة، “وللقياس في نظر السنة النبوية أهمية بالغة في وضع النظم والتشريعات والقوانين التي تنظم حياة الأفراد، وتبين لهم حقوقهم وواجباتهم، وتصلح شأن المجتمعات، وتحافظ على كيانها، وتصون عقيدتها وأخلاقها وتراثها الثقافي والحضاري والاجتماعي، وتحمي ثروتها واقتصادها وإمكاناتها البشرية والطبيعية“^[1]، وقد أبرزت آيات قرآنية عديدة أهمية القياس في البحث العقلي السليم، قال تعالى: “قل لا يستوي الخبيث والطيب ولو اَعجبك كثرة الخبيث” [المائدة، 102]، وعن ابن عمر قال: “ولا أعلمه إلا عن النبي صلى الله عليه وسلم: “كل مسكر خمر وكل خمر حرام“^[2].

تلك هي أهم موازين وضوابط البحث العقلي والعلمي في السنة النبوية، التي حرصت على التوجيه إليها حتى يتم التوصل إلى حقائق الأمور وجواهرها، وتكوين البناء العلمي والمعرفي على أسس سليمة من التدبر والتبصر والأمانة والنزاهة والدقة والتمحيص.

يتبع في العدد المقبل…

—————————-

1. د. عبد الحميد الصيد الزنتاني، المرجع السابق، ص: 534.

2. مسلم: الصحيح، ج: 6، ص: 101.