التخليق بالأسوة رصد لآليات التخليق بالأنموذج وإجراءاتها – مقاربة مقارنة.. (3)
أولا. التخليق والوعي بالسياق
ومن أكبر الإكراهات التي يحياها إنسان القرن الحادي والعشرين، عدم التماهي الكلي بين مظاهر الحياة المعاصرة، والمبادئ التي يعتقدها، ويكنها في جنانه.. بسبب أن الاقتصاد والتدبير قد سارا في اتجاهات لم يكن يُقام فيها اعتبار للقيم وللأخلاقيات؛ بيد أن هذه الأخلاقيات، وهذا القيم، وهذه المبادئ بقيت كامنة وأحيانا نابضة، في أنفس الناس وفي أذهانهم. وفقهاء الشريعة الإسلامية ليسوا في معزل عن هذه الإشكالات، وعن تأثرهم بهذه السمات الحضارية المشتركة والعامة.
كما أن إنسان القرن الحادي والعشرين أضحى يعيش ارتجاجا قيميا وأخلاقيا غاية في التعقيد، وبالطيع فهذا الارتجاج له أسباب متعددة ومتنوعة تحتاج إلى أدوات ومناهج وآليات لمعالجته، فالسياق معولم، والسؤال العريض الذي يطرح هنا هو: كيف يمكن امتلاك جملة من الأدوات والمناهج لمعالجة الارتجاج الحاصل في هذا السياق المعولم؟
والذين بحثوا وكتبوا في الأخلاق يجمعون على أن هذه الأخلاق إنما هي جملة من المعايير والهاديات التي من شأنها أن تهديك في سلوكك الذاتي والموضوعي لتكون أنجع في محيطك وأنفع. ولما كان الإنسان ذا غرائز لها متطلباتٌ (تتعلق بالتشييء الغريزي)، وميولاتٌ تحتاج للإشباع، فقد سعى إلى ذلك إما بمفرده أو بالتعاون مع الغير، ومن ثم كان الحديث عن الميزان في القرآن الكريم..
والله المستعان.
أرسل تعليق