الافتتاحية
الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات، مقدر الإنسان جماعة، على مالا سبيل للفرد وحده إلى تحقيقه مصداقا لقول نبيه صلى الله عليه وسلم “يد الله مع الجماعة” [أخرجه الترمذي، رقم 2093].
فبعد أن كانت ميثاق الرابطة في صيغتها الرقمية، حلما يراود أفئدة أهل الرابطة، هاهي ذي تصبح بفضل الله سبحانه وعونه اليوم، واقعا له تراكمه وتأثله، وها هو وادي الميثاق يسيل بقدره من جديد “أنزل من السماء ماء فسالت به أودية بقدرها” [سورة الرعد / الآية : 17]، ولئن كانت هناك من عبرة في هذا، فهي أن أمتنا والحمد لله زاخرة بالطاقات المعطاءة، والإرادات المبدعة، وجذوات الخير الموارة، وأن أقدار البر، جارية بدفع هذه الهمم المتعرضة لفضل الله غير المجذوذ ولا المحظور، وأن السعيد من بادر لتصريف أنفاسه في نسج ملاحم الصفا، والوفا بحقوق وأوامر رب المصطفى، في اتباع للنبي المقتفى عليه الصلاة والسلام، والقيام بالواجبات ما وسعه ذلك على الوجه الأوفى؛ فقوافل الفضل سائرة، وعيون الأصفياء ساهرة، وجباههم كرامة بحمد الله حاسرة..
فتهانئي للأشاوس محرري ميثاق الرابطة ومشرفي موقعها على هذا الفضل العميم، وشكري للأكارم القراء الذين بتطلب هممهم لهذا المولود، نهضت الإرادات، وانعتقت الطاقات لإنجازه فرأى النور، والثناء والشكر، وخالص الدعاء الموصول، لمن لولا من الله برعايته الحانية، لما كان شيء من كل هذا، مولانا أمير المومنين أيده الله ونصره، وحفظه ذخرا للإسلام والمسلمين والعالمين، فحمدا لله على فضله وإكرامه، وإبحارا طيبا في محيطات المعرفة والعرفان مع قرائنا الأعزاء، إبحارا نطمح إن شاء الله، أن يكون تشاركيا، تعاونيا، تاجه التسديد المتبادل، والتكميل المتدارِك، والارتقاء المستمر.
والله الهادي إلى سواء السبيل.
الأمين العام
للرابطة المحمدية للعلماء
أرسل تعليق