ابن القطان – المشيخة.. (69)
علي بن موسى بن علي السالمي، أبو الحسن ابن النقرات الجياني ثم الفاسي
(كان حيا سنة 593هـ)
[القسم الأول]
من شيوخ ابن القطان بالسماع؛ ذكره في برنامجه فيما نصَّ عليه ابن عبد الملك، وزاد بأنه لازمه[1].
وهذا الإمام صاحب فنون، وقد حاز قصب السبق في العلوم التي يُذكر بها أقرانه من مشيخة ابن القطان: من قراءات، وتفسير، وحديث، وفقه، وأصول، وكلام، ولغة، ونحو، وأدب، وقرض شعر، وزاد عليهم أمرا لم أقف عليه عند سواه، وهو: معرفته بعلم الكمياء، وتصنيفه فيه تصنيفا وُصف بالنُبْلِ والإجادة.
وسأمشي في التعريف به، على نفس المهيع الذي سلكته في الترجمة لأقرانه، من ذِكْرٍ: لاسمه، ونسبه، وكنيته، ونسبته، ولقبه، وتحليته، ومشيخته، والآخذين عنه، وعلومه، ومصنفاته، ومروياته، ووظائفه، وشعره، وتاريخ وفاته.
اسمه ونسبه وكنيته ونسبته
فأما اسمه ونسبه وكنيته:
فقد ساق ابن الأبار ذلك مستوفى، فقال: “علي بن موسى بن علي بن موسى بن محمد بن خلف، ويقال: علي بن موسى بن أبي القاسم بن علي الأنصاري السالمي، من أهل جيان، ونزل مدينة فاس، يعرف بابن النَّقرات، ويكنى أبا الحسن“[2].
وهذا الخلاف في عمود نسبه تكرر نقله في جملة من مصادر ترجمته التي جاءت بعد ابن الأبار[3].
واقتصر بعض من ترجمه على: “علي بن موسى بن علي“[4]، واجتزأ الحافظ في اللسان بـ: “علي بن موسى“[5]، وهو كافٍ لحصول التعريف.
وأما نسبته:
فهو: أنصاري، سالمي، جياني، ثم فاسي.
والسالمي نسبة “إلى مدينة سالم من جزيرة الأندلس“[6]، وتحرفت هذه النسبة في مطبوعة غاية النهاية لابن الجزري إلى: “الساطي”[7].
وأما باقي المذكور في نسبته، فَوَاضِحٌ لشهرته.
ورأيت الدكتور فاضل مهدي بيات ذكر في مقاله: المخطوطات العربية في مكتبة طوب قابي سرايى باستنبول، كتاب شرح شذور الذهب للجلدكي[8]، وأورد في التعريف به ما نصه: “يشرح فيه كتاب علي بن موسى بن قاسم ابن الأنصاري الأندلسي المجريطي“[9].
وهذه النسبة إلى مجريط لم أقف عليها إلا في هذا الموضع.
وسأعود في المقال المقبل –إن شاء الله تعالى- إلى الكلام عما عُرف به أبو الحسن من ألقاب.
يتبع في العدد المقبل..
——————————————————–
1. الذيل والتكملة س: 8، ق: 1/165.
2. التكملة لكتاب الصلة 3/375، نقله ابن عبد الملك في الذيل س: 5، ق: 1/412.
3. كالذيل والتكملة س: 5، ق: 1/412، وجذوة الاقتباس ص: 481 الذي نسخ صَاحِبُه ما عند ابن الأبار دون زيادة.
4. كغاية النهاية لابن الجزري 1/513، والأعلام للزركلي 5/26، وحضارة الموحدين لمحمد المنوني، ص: 87.
5. لسان الميزان، 6/33، وهو الذي مشى عليه حاجي خليفة في كشف الظنون، 2/1029.
6. معرفة القراء الكبار للذهبي، 2/932.
7. غاية النهاية، 1/513.
8. شذور الذهب نظم في علم الكمياء للإمام ابن النَّقِرات، من شراحه الجلدكي: علي بن محمد بن آيدمير المتوفى عام 743، وسيأتي ذكره –إن شاء الله تعالى- في أقسام هذه المقالة الخاصة بابن النقرات، وذلك عند ذكر أعماله العلمية من كتب ومنظومات.
9. نشر في مجلة المورد العراقية، المجلد السادس، العدد الرابع، ص: 480، عام 1398/1977.
أرسل تعليق