ابن القطان – المشيخة (27)
هذا هو الجزء السابع والعشرون من هذه المقالات عن ابن القطان، وهو تتميم لما سبق من الكلام عن مشيخته. وتلك سلسلة أعرض فيها من وقفت له منهم على رواية جملة من دواوين العلم، أو ذُكر له شيء من التآليف فيه؛ ومن جملة أغراضي من ذلك: استعمالُه بعد الفراغ من جمعه في مناقشة كلام قيل عن ابن القطان، من كونه أخذ الحديث مطالعة. ولست ألتزم هنا بنسق معين في عرض هذه المشيخة، وإنما أجلب منهم من آنَسُ من نفسي أني استفرغت وسعا في جمع مادة ترجمته.
أحمد بن محمد بن إبراهيم بن يحيى القرطبي، أبو جعفر الحميري الكتامي المعروف بالوزغي (تـ 610هـ)
القسم الأول
مادة هذه الترجمة من كتب رئيسة وهي: برنامج ابن القطان، ومعجم ابن مسدي، والمغرب لابن سعيد[1]، والمعجب لعبد الواحد المراكشي[2]، ثم جاء ابن الزبير وابن عبد الملك فلخصّا جملة هذه الترجمة. فأما ابن القطان فقد ذكر المترجم ضمن مشيخته بالسماع كما صرح به ابن عبد الملك[3]، ونقل شيئا من هذه المادة في ترجمة مترجمنا أبي جعفر الحميري، وأما ابن مسدي فترجمه في معجمه المذكور، ونقل شيئا من مادة هذه الترجمة الذهبي في تاريخ الإسلام[4]، وأما باقي المصادر المذكورة فمطبوعة، ومادتها متيسرة، وما دون هذه الكتب فَفَرْعٌ عن الأصل السابق، وتلخيص لما في تلك المصادر المذكورة أعلاه.
والمترجَمُ من شيوخ ابن القطان بالسماع، ذكره في برنامجه فيما نقله ابن عبد الملك وزاد أنه ممن لقيهم وأكثر عنهم[5].
وقد كان إمام قرطبة في زمانه، والمقدم فيها بين أقرانه، بَرّز في فنون عدة من القراءات والحديث واللغة، وقصده الناس لأجلها، عُمِّر وعلا إسناده، وانفرد بالرواية عن أناس لم يبق ممن تحمل عنهم غيره.
وهو قَريبُ الإمام ابن القطان الذي أَجْمَعَ له هذه المشيخة، يجتمعان في “إبراهيم” كما ذكر ابن عبد الملك في ترجمة ابن القطان من الذيل[6]. وكرر في ترجمة أبي جعفر النصَّ على أن ابن القطان قريبه[7].
لأبي جعفر الحميري شيخ ابن القطان هذا مشيخةٌ جليلة، أطال ملازمة كثير منهم، وتفرد بالرواية عن بعضهم، فكان ذلك من أسباب الأخذ عنه، ومن هؤلاء الشيوخ:
• محمد بن علي أبو عبد الله المازري 536هـ: “أجاز له، وتفرد بالرواية عنه”[8]؛
• ومنهم أبو مروان عبد الملك بن مسرّة 552هـ: “لازمه نحو عشرة أعوام وأجاز له”[9]؛
• ومنهم أبو بكر بن سليمان بن سمحون 563هـ: “أخذ عنه النحو واللغة والأدب”[10]؛
• ومنهم عبد الملك بن عياش أبو بكر الأزدي 568هـ: “تلا عليه القراءات السبع”[11]؛
• ومنهم يوسف بن إسماعيل أبو الحجاج المرادي 570 هـ: “أطال ملازمته”[12]؛
• ومنهم خلف بن عبد الملك بن بشكوال 578هـ: “أجازه”[13]؛
• ومنهم قاسم بن محمد ابن الطيلسان الاوسي 642 هـ: “روى عنه”[14]؛
وقد اتفقت كَلمة مُتَرِجِمِي أبي جعفر الحميري على الثناء عليه بالعلم مع الزهد والعدالة والصبر على التدريس، والقيام بأعباء الخطابة. مقتدراً على ذلك وقد بقي بمسجد قرطبة الجامع خطيبا إلى أن حصل له إغماء وهو يخطب على المنبر، واتصل به المرض إلى أن توفي عن سن عالية..
يُتبع..
——————————————
1. المغرب في حلى المغرب(1/220).
2. المعجب في تلخيص أخبار المغرب (219-223).
3. الذيل والتكملة (س1/ق 1/395).
4. تاريخ الإسلام ( 13/ 229-230).
5. الذيل والتكملة (س8 /ق1 /165-166).
6. الذيل والتكملة لكتابي الموصول والصلة (س8/ق1/165).
7. الذيل والتكملة (س1/ق1/395).
8. الذيل والتكملة (س1/ق1/395)، تاريخ الإسلام (13/230).
9. الذيل والتكملة (س1/ق1/395)، تاريخ الإسلام(13/230)، الذيل والتكملة (س1/ق1/395).
10. صلة الصلة (ق5/ 345)، تاريخ الإسلام(13/230)، الذيل والتكملة (س1/ق1/395)، بغية الوعاة(1/355).
11. صلة الصلة (ق5/ 344)، تاريخ الإسلام (13/230)، الذيل والتكملة (س1/ق1/394)، بغية الوعاة(1/355).
12. صلة الصلة (ق5/ 345)، تاريخ الإسلام (13/230)، الذيل والتكملة (س1/ق1/395)، بغية الوعاة(1/355).
13. صلة الصلة (ق5/ 345)، الذيل والتكملة (س1/ق1/395)، بغية الوعاة(1/355).
14. بغية الوعاة(1/355).
-
قال الحافظ جمال الدين ابن مسدي ابن القطان: كان من أئمة هذا الشأن، قصري الأصل، مراكشي الدار، كان شيخ شيوخ أهل العلم في الدولة المؤمنية، فتمكن من الكتب وبلغ غاية الأمنية، وولي قضاء الجماعة في أثناء تقلب تلك الدول فنسخت أواخره الأول، ونقمت عليه أغراض انتهكت فيها أعراض. إلى أن قال: سمع أبا عبد الله بن زرقون؛ وأبا بكر بن الجد، وخلقا، عاقت الفتن المدلهمة عن لقائه، وأجاز لي .
-
جازاك الله خيرا
التعليقات