إِشْرَاقَةُ الْغَيْثِ (2/1)
أَقْفــــو خُطاكَ سنـــــاءَ الفجـــرِ في الظُّلَــمِ وَالْقَلْبُ أســــودُ يَشْكـــــو قســـوةَ الْعَتَــــمِ
طَـــــــــــــالَ انْتِظــــــارُكَ والبيضــــــاءُ آفِلـــةٌ وَالنَّخْـــلُ أربــدُ يَحْكـــــي قِصَّــــةَ الْعَـــــــدَمِ
أَهْــفــــــــو إليـكَ أنــــــا الحـيـــران مُرْتَقِـــبًا إِشْرَاقَـــــــةَ المطــــرِ النَّائِـــي علــى الْأَكَــمِ
كـــم هَدَّ أَشْرِعَتِـــــي مَوْجُ الدجـى.. عجبا أَسْتـــــــاره انسدلـــتْ مِنْ غَيْمَـــــــةِ الْأَلَــمِ
نــــــاءَتْ بِكَلْكَلِــــــــهِ حُــــورُ الْمَــــدَى رَهَبًا مُذْ ذابَ لؤلؤهــــــا الوَضَّـــــــاءُ فِــــي الظُّلَـمِ
كـــــــم هِمْتُ فِـــــي وَطَنِ الْأَهْـــواءِ مُغْتَرِبًا وَالْحَــرْفُ مشتعــــلٌ بِالْكَــــــأسِ وَالنَّغَــــــــمِ
تَهْـــــوي الريــــــــاح بــــه في التيــه لؤلـؤةً خَرَّتْ مِـــنَ النسقِ الْمَرْفُـــــوعِ كـــالــرُّجُــــمِ
خَــــرَّتْ تَخَطَّفُـــهَا الْأَطيـــــارُ فَـــــاحْتَرَقَـــتْ هــــامَــتْ بِأَوْدِيَــــــةِ الْأَوْهــــــــامِ وَالصَّمَــــمِ
لا الْحَـــــاءُ يَسْمَـــعُ هَمْسَ الْبَــاءِ فِي فَمِها لا الْمَــــــاءُ يُخْمِــــدُ فيهـــــا جذْوةَ الصَّنَــــــمِ
لا الشَّمْسُ تَكْشِفُ سِرَّ النُّــــــورِ فـي دَمِها حتَّــى يُضــــيءَ سَنـــــاءُ الغيـثِ كــالنُّجُـــمِ
اَللَّيـــلُ ذاقَ شُهـــــودًا شَهْـــــدَ طَلْــعَتِـــــهِ وَالْحَـــــرْفُ ذاقَ خُشُـــــوعًا دَمْعَـــــةَ النَّـــدَمِ
بَـــلَّ القيــــام مرايـــــا النَّفْسَ فـــاغْتَسَلَتْ مِـــــنْ شهوةِ الكلمـــــاتِ السافحـاتِ دَمِـي
آبَتْ إِلَيْـكَ سُجــــــودًا مِــــــنْ غَــوَايَتِـهـــــــا هـــــاءَتْ هُنــــاكَ بِمِحْرابِ الدُّجـــى نُجُمِـي
لاحَ الضِّيـــــــاءُ بِجنْــــحِ الليــــلِ مُبتَـــهِـــــلاً يَجْلُـــــــو بِنَــــاشِئَةِ الْأسْحــــــــارِ كالْعَلَــــمِ
فِي رحلـــــــةِ العبـــــراتِ الْعيـنُ كــم ذَرَفَتْ لَمْ تَغْشَهــــــا هَمَـــــزَاتُ السُّهْـــدِ والسَّـأَمِ
يَنســـــــابُ مــــنْ دُرَرِ الأنســـــــابِ لؤلــؤُهُ نورٌ يســـافــــــرُ فــــي الْأرحـــــامِ والنَّسَــمِ
اَلْبـــدرُ هَـــلَّ يتيــمًا ليــــــــلَ مَـــــولـــــــدِهِ وازْدانَ لؤلــــــــــــؤُه الْمَكنــــــــونُ بالْيَتَــــــمِ
إيوانُ فـــــــارس خــــــرَّ الْيَــــــوْمَ مُنْصَدِعًـــا والنـــــــــارُ تُخْمِدُهـــــــا إِشْراقَــــــةُ الدِّيَـــمِ
غـــــاضَتْ بُحَيْــرَةُ سَــــاوَةَ.. انْجَلـــى حُلُمًا نــــــورٌ يُضيءُ قُصُـــــورَ الشَّامِ فِـــي الْحَـرَمِ
بُشْــــــرى الْمَسِيحِ تُظِــلُّ الْكَــونَ رَحْمَتُـــهُ اَلْحِلْـــــمُ آيَتُــــــهُ والصِّـــــدْقُ فِـــي الْكَلِـــمِ
يَرْنُـــــــو حِــــــراءُ إِلَــى الآيــــــاتِ مُشرِقَــةً يَهْفُــــو يَخُطُّ كِتــــــابَ الشَّــــوْقِ بالسَّجَـــمِ
أَبْشِرْ حِــــــــراءُ سَيَغْشَاكَ الْهُـــــدى أَلَــــقًا تَلْقَــــــى الضِّيــــــــاءَ وسِــــرَّ اللَّوْحِ والْقَلَــمِ
اَلشُّهْــــبُ تَسْطُرُ ديــــــوانَ الدُّجــى وَهَجًا والْجِنُّ تحــــرق سِفْــــــرَ السَّمْعِ فِـي رَغَـمِ
يَدْنــــــو سَنـــــــاءُ حِـــــراءَ.. الرُّوحُ يفْجَــــأُهُ يَأتِيـــــــهِ مِنْ مَلَكُـــــــوتِ الْغَيْبِ ذو الْكَــــرَمِ
يتبع في العدد المقبل
أرسل تعليق