إقاعات الهموم (2)
عرف النـــــاس مــنـــذ جئت إليهـم كيف تصفـــــو نفوسهـــم وتطيـــب
وتـــــآخوا علــى التعــــاوُن والـبــــر فمــنـهــــم قبــائــــــلٌ وشعـــــوب
اهـــــدروا كـــل فارق كـان من جِنْــ سٍ ولــــــوْن فليـــس فيهــم غريب
وأقـــــامـــوا للعــــدل ميــزان قِسط وكفـَـــــــوْا ذا نــــوائب مــــا ينُـــوب
أصبحــــت دارُهـــــم مَــثابــة أمْــن يعتـفيهـــــا المحـــــرومُ والمحـروب
ويســـود التعايـُــش السمْـحُ فيــها ويُـــــــــزاح الخصــــــام والتثريــــب
عظُــمــــت دعــــوة أتيتَ بها حيــــ نَ توالـــــــتْ على الأنـــام الخُطوب
دعـــــوةُ الله لــــم تـــزل تتحــــدَّى كـــــلَّ عصي بهــا الضلال مشوب
هـــي نـــــور وشــِــرعـــة ونظـــام ويقيـــــن تحنُــــوا عليــــه الجُنــوب
كـــــم قبَسْنـــا منها علــوما وأسرا راً بهــــا جــــاءت الغـُـيــوب الطُّيوب
وَوَصَلْنـــــا بالـــــلاَّ نِهايــــة حبـــــلا وتَسنـَّـــــــى للطـــالــب المطلـوب
إن من يبتغــــي الهدى من سواها لمــــريضٌ قدْ غــــاب عنــه الطبيب
أيهــــا الحائــــر الـذي ليس يــدري فـــي ظلام الهــــوى إلى مـا يُنيب
ضـــلَّ قصـــد السبيـــل بين يميــن ويســـــار كـمـــــا تَضِـــــلُّ النِّــيــب
وتجـــافـــت بــــه عن الدَّرب عــلْما نيــــــةٌ مـــــا للمعلـــم فيها نصيب
هـــاهُنـــا الطـُّهــر والرضى والطُّمـا نِينـــــةُ فانضَــح بمائها مـا يُسربب
والْتَـزِمهــــا عقيــــدةٌ تملئُ الصــدرَ يقيــنــــــاً فهــي المــــلاذ الرحيـب
حيــَّـهــــل حيَّــهـــل فهذا سبيــــل واضــــح النهــــــج قاصــــد مَلْحوب
قـــد كفـــــاك الأُمِّــيُّ -صلى عليه اللـــــه- مــــا لا يكفي حكيـمٌ أريب
وشفــــى الوحــيُ منك غُلَّةَ نفسٍ فاستقـــــامت قناتُهـــا والكـُــعــوب
أرسل تعليق