إبداع الطالب، رهان الجامعة المستقبلية
انطلقت، برحاب كلية العلوم والتقنيات ببني ملال، فعاليات الأسبوع الثقافي الذي تنظمه، إلى غاية 19 مارس الجاري، جامعة السلطان مولاي سليمان، تحت شعار “إبداع الطالب، رهان الجامعة المستقبلية“.
وتهدف هذه التظاهرة العلمية، التي تندرج في إطار النهوض بالأنشطة الموازية داخل الجامعة، إلى إبراز وتثمين الكفاءات الإبداعية والفنية للطلاب، وخلق فضاء للتنافس بين الطلاب داخل نفس الجامعة وفي ما بين الجامعات عبر تنظيم مسابقات للمبدعين في مجالات ثقافية وفنية وأدبية من قبيل الموسيقى والمسرح والفن التشكيلي والتصوير الفوتوغرافي والكاريكاتير والأدب وذلك لفرز طاقات إبداعية من شأنها إغناء الساحة الثقافية والفنية الوطنية.
وفي كلمة افتتاحية، قالت السيدة جميلة المصلي، الوزيرة المنتدبة لدى وزير التعليم العالي والبحث العلمي وتكوين الأطر، إن أهمية موضوع الأسبوع الثقافي تكمن في إبراز التفاعل المباشر الذي ينبغي أن يكون بين الإبداع وقضايا المجتمع وما يترتب عن هذا المفهوم من ضرورة انشغال الطالب بقضايا مجتمعه وقيامه بدراسات عميقة للإشكاليات التي يعيشها من أجل ابتكار حلول جديدة واقتراح استراتيجيات مبتكرة تنمي قيم التماسك الاجتماعي والمواطنة الحقة وخدمة الصالح العام.
وأضافت أن هذا الأسبوع الثقافي مفتوح على المستقبل وقوامه إعداد العقل السليم، وهي صيرورة طويلة تلعب فيها المدرسة دورا محوريا، ولا يمكن للجامعة أن توفر طالبا مبدعا إن لم تنجح المدرسة في إكساب الطفل منذ التعليم الابتدائي القدرة على التفكير المنطقي والفكر النقدي والبحث المستمر عن المعرفة ، مشيرة إلى أن التعليم المدرسي منخرط إلى جانب التعليم العالي في الإعداد لتطبيق الرؤية الاستراتيجية للإصلاح التي اقترحها المجلس الأعلى للتربية والتكوين والبحث العلمي والتي تطمح إلى تأهيل المنظومة التربوية.
وأكدت الوزيرة، من جهة أخرى، أن الطالب المثقف المدرك لمقومات بلده الاجتماعية والثقافية والواعي بالانتظارات المجتمعية والمتسلح بالإرادة القوية لتحقيق الأفضل لوطنه ولأمته وللإنسانية جمعاء، هو الطالب الذي تحتاجه الجامعة المغربية باعتباره يزاوج بين التركيز على دراسته وبين الاستجابة لطموحات محيطه الاجتماعي والثقافي.
وأضافت أن المعرفة العلمية والكفايات التكنولوجية تعد الباب الرئيسي نحو التقدم والرقي في مجتمع يوصم بأنه مجتمع المعرفة الذي يولي أهمية كبيرة لامتلاك الثروات الطبيعية ولا لحيازة الثروات المادية ، بل يكترث أكثر بتوفير الإنسان المسلح بالمعرفة والمؤهل لتحويلها إلى ثروات مادية بشكل مستدام.
وسيعرف الأسبوع الثقافي، الذي يشكل فرصة للتنافس بين المبدعين الممارسين ومناسبة لإثارة طاقات ومواهب كامنة في أوساط الطلبة، تنظيم مجموعة من الأنشطة الثقافية والإبداعية لتثمين وإبراز مواهب وإبداعات الطلاب الذين ينشطون ضمن نوادي ومصالح الأنشطة الموازية بمختلف مؤسسات الجامعة.
ويتضمن برنامج الأسبوع، الذي سيشارك فيه مجموعة من الباحثين والطلبة الجامعيين والأطر العاملة في مجال البحث العلمي داخل الجامعة ، تنظيم أنشطة فنية وعروض موسيقية ووثائقية حول التراث المادي وغير المادي بجهة بني ملال – خنيفرة، وندوات علمية وقراءات وأمسيات شعرية وعروض مسرحية، وكذا تنظيم معارض في الفنون التشكيلية والفوتوغرافية واللوحات والصور وورشات في التصوير الفوتوغرافي، ومسابقات في فن الحكي والتجويد وتوقيع روايات لشعراء محليين.
أرسل تعليق