كمْ تُبْتُ يـــا ربِّي وعُـــدْتُ مُيمِّماً         صـوْب اقْتِـــرافِ السّيِّئــاتِ وقاصِدا

مُتناسِياً أنِّــي دعـــوْتُك خــاشِعـاً         غُفْـــران ذنْبِي فِـــي زمانٍ جاهِدا

رحْماك ربِّي لا تُواخِذْنِــــي علــى         هذا التّلاعُبِ والتّمـرُّغِ فِي الـرّدى

إِنِّي لمغْلُوبٌ على أمْــــرِي الّــذِي         ما انْفكّ فِي تيهانِ غـيِّهِ فـــاسِـدا

عبْدٌ لِنفْسِي لِلذِي هِي تبْتْغِــــي         ما كـــــان كُنْتُ لهــــا إِليْهِ قـــائِدا

كمْ خُنْتُها وعصِـــيتُها وهجرْتُهــــا         ومحقْتُها أبْغِي رِضــــاك مُجـــاهِدا

ومتى الْتفتُّ بدتْ كحسْنا بسْمُها         أهْفُو إِليْهِ وأغْتــــدِي لك جــــاحِدا

فإِذا سنـــاها ســـاحِرٌ ومُهــــيْمِنٌ         وإِذا نداها لِلْــــهوى أحْلــــــى نِدا

شكْواي أرْفعُها بِهـــــا ويـــكُونُ ذا         وجمِيعُ ما تدْعُو إِليْهِ شـــاهِــــــدا

فأنا على إِخْضاعِـــــها لا حوْل لِي         إِلاّ بِعوْنِك لا تذرْنِـــــي شـــــــارِدا

أمْرِي إِليْك مُفوّضٌ فــــــاحْكُمْ بِما         ترْضى فلسْتُ لِمــــــا تُرِيدُهُ ناقِدا

لكِنّنِي فِي الْعفْـــــوِ ربِّي طامِـــعٌ         وحشا تُخيِّبُ مــــنْ أتاك مُناشِـدا

وإِذا قصــــدْتُك راجِيــاً مُتـــــوسِّلاً         فلِكوْنِ فضْلِك بيْن خلْقِك ســـائِدا

يا ربِّ يا ربِّي بِجاهِ الْمُــرْسلِيـــــــ          ــــن وجاهِ ما جاء فِي كِتابِـك وارِدا

وبِجاهِ كُلٍّ ظـــلّ يوْمــــــهُ صائِمـــاً           وبِجاهِ كُلٍّ بات ليْلـــــهُ ســـاجِــدا

اُبْسُــطْ عليّ رِداء حِلْمِك يا علِـــي         بسْطاً وكُنْ لِي فِي شُؤونِيّ رائِدا